اقام مكتب الاعلام في “المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز” اللقاء الاعلامي التكريمي الاول له برعاية شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن وحضوره، في دار الطائفة في فردان، حضره ممثل وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي المحامي اميل جعجع، ممثل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الدكتور ناصر زيدان، الوزير والنائب السابق غازي العريضي، رئيس رابطة خريجي الاعلام عامر مشموشي، رئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام، رئيس “نادي الصحافة” بسام ابو زيد، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، اعضاء مجلس الادارة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، رؤساء تحرير وإعلاميين في وسائل اعلامية مختلفة ومسؤولين في مشيخة العقل.
حديفهبعد النشيد الوطني، شدد منسق مكتب الاعلام في المجلس صالح حديفه في كلمته على “مرجعية دار الطائفة وقيمتها بالنسبة إلى كل الموحدين وكل اللبنانيين ومن دون منازع. فدار الموحدين الدروز هي دار المحبة والحوار والكرامة والاباء، دار بني معروف الذين ما بخلوا يوما بأغلى التضحيات في سبيل الوطن، وهو مستمرون موجودون على هذا الصراط، مهما سعى سعاة الشقاق إلى الفرقة وحاولوا من خارج الحدود او داخلها بث سموم الفتنة”.
وأضاف: “قد كثرت للأسف في الآونة الأخيرة أصوات التحريض والتوتير والشحن في كل الاتجاهات، وانفلتت وسائل التواصل الاجتماعي على غاربها، عسى ان نؤسس معكم الى مرحلة متجددة من الشراكة الواعية لقيمة كلام العقل وخطاب الوحدة، وصيانة العيش المشترك وتثبيت المصالحة التي كرسناها في الجبل، وفي كل لبنان…”.
درع تكريمية
ومن ثم قدم شيخ العقل، وأمين السر المجلس نزار البراضعي، ورئيس تحرير مجلة “الضحى” الدكتور محمد شيا وحديفه، درعاً تكريمية إلى عائلة المفكر والاديب نحيب البعيني، وتحدثت زوجته شاكرة للمجلس هذا التكريم.
حسن
ثم تحدث الشيخ حسن وقال : “أردنا لهذه الدعوة العزيزة على قلوبنا أن تكون رسالة إيمان لدينا بأن رؤية العالم على ما هو من دون تلفيق أو إيهام أو تلاعب بالعقول والأفهام، هو أمر مرتبط باحترام الحقيقة عينها. والإعلام في شكل عام يسهم إسهاما قويا في تقديم صورة العالم إلى المتلقي في أي مكان كان. وتكبر فاعلية هذا التأثير نتيجة التطور الهائل والمتسارع دوما إلى التكنولوجيا عموما، وإلى وسائل الإخبار والتواصل على وجه الخصوص. وأيضا، أن تكون شهادة تأكيد على أن الحرية، في معناها الإنساني الأرقى، هي أساس ضروري من أسس بنائنا الوطني الذي هو لبنان الذي نريده جميعا”.
أضاف: “لا شك بأن روح المهنية العالية، ليس فقط في مستوى المعرفة والخبرات، بل وأيضا في الشغف والحيوية اللذين تفيض بهما المحبة لعمل الصحافة والاعلام، هي روح يجب ان تلتزم في الوقت نفسه بالواجب المعنوي وبالحرية معا”.
وتابع: “أود أن أتطرق في هذه المناسبة المميزة إلى ثلاثة مواضيع أساسية تحظى باهتمامنا، كيلا أسترسل في الحديث عن مفهوم الإعلام ودوره في بلدنا المتميز بالكثير من الأمور. لقد كان لبنان، عرضة لتدخلات خارجية مهددة لاستقراره، منذ أواسط القرن التاسع عشر، حيث استثمرت الدول الكبرى آنذاك المسألة الطائفية، في إطار صراعها على إرث الرجل المريض الذي كانته السلطنة العثمانية. وأورث ذلك الكثير من الكتب الاستشراقية والتقارير الصحافية من تلك المرحلة. ولا بد من ذكر ذلك الآن، لأن تلك الكتابات أسست لمسألة استثمار التنوع الطائفي في شكل سلبي جدا، عبر تسخيره لخدمة مصالح كل دولة من الدول المتصارعة”.
وقال: “ونجد آثار ذلك منعكسة على السوق الإعلامية إبان سنوات الثورة السورية بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد نظام الانتداب، وأيضا إثر ثورة عام 1958، وأيضا وأيضا خلال الحرب الأهلية حيث شهدت السوق السوداء ظهور الكثير من المنشورات البالغة الخبث الهادفة إلى تفتيت واقع النسيج الوطني وتأجيج العصبيات الطائفية”.
واستطرد: “نشهد حتى يومنا هذا، كلما ذر قرن ظلام الفتنة، صدور منشورات مشوهة لحقائق التاريخ، ومشبعة بالأغاليط والالتباسات، ومتماهية مع التراكم الأسود لذلك الدس المرفوض. ويهمنا من هذا، أن ننبه، بلفت نظر الجميع، إلى أن الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، أو هواة تشكيل المجموعات المشبوهة، تنهل من ذلك المستنقع الآسن، وتثير الكثير من حفائظ المتابعين، فينزلقون إلى متاهات التعليق والتعليق المضاد”.
وأعلن: “نتبرأ من كل ذلك اللغو، مستندين إلى تراثنا المشهود في ضوء التاريخ، وإلى مواقفنا المعبرة عن آداب السلف الصالح ومآثره، وعن مقاربات المسلك المعرفية ماضيا وحاضرا كما يفهمه الموحدون”.
وتحدث الشيخ نعيم حسن عن “إعادة تشكيل مقومات المؤسسات، استنادا إلى القانون الصادر عام 2006، بعد سنوات الحرب، وتعطيل آليات التطور في هذا السياق، ما مكننا من وضع مسيرة النهوض في أطرها المؤسساتية السليمة. ولدينا المجلس المذهبي الذي تتمثل فيه القيادات والقضاة والشيوخ ونخب منتخبة، من مختلف قطاعات العمل والفعاليات الاجتماعية. وبناء عليه، تشكلت اللجان الأساسية في المجلس، وكل لجنة تتحمل مسؤولية عملها أمام ضميرها وأمام الهيئة العامة وأمام أهلنا عموما”.
وأوضح: “لقد صدر عن المشيخة واللجنة الدينية الكثير من النصوص الموضحة للمفاهيم الروحية والمسلكية، فضلا عن التراكم الكبير لكلمات المشيخة المعبرة عن التراث التوحيدي كما هو معروف عبر تاريخه المحقق. كما وأن المجلس عبر رئاسته ولجانه في السنوات الماضية قد أصدر الكثير من الكتيبات والتقارير والكشوفات المالية، وبخاصة في ما خص الأوقاف، تحقيقا للقدر الأكبر من الشفافية. ولا بد من أن نذكر بأن القانون يربط المسؤوليات المالية للمجلس بقانون المحاسبة العمومية، وهذا له شأنه المهم والدقيق. وكل هذا، فضلا عن كل ما هو منشور وينشر تباعا على المواقع الرسمية التابعة لمشيخة العقل والمجلس المذهبي هو برسم الاستخدام الإعلامي الحر”.
وشدد: “مشيخة العقل والمجلس المذهبي ليست لفئة او لفريق معين، بل هي لكل من يؤمن بالشرعية وبالانتخاب ويرضى بالحق والعدل ويطبق القانون ويحترم المؤسسات. ونحن دائما نرحب بكل فئات المجتمع المخلصة للمشاركة في العمل معا لإنهاض المجتمع مع إيماننا بالتنوع والحرية والمحبة والانفتاح. وفي خدمتنا لعشيرتنا ووطننا فإن هذه الدار بمثابة الأم لجميع أبنائها، وهي لا ترد على من يتناولها إلا بعبارة ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟ وستبقى هذه الطائفة المعروفية الموحدة موحدة”.
أضاف: “نؤكد الدور الوطني الذي لا بد أن يكون في صلب الغايات النبيلة التي تستهدفها المؤسسات الوطنية (ونحن منها بحمده تعالى)، ولا يمكن لنا أن نرى فعاليات القيادات الروحية في لبناننا العزيز إلا ملتزمة بالروح الميثاقية، وبخدمة الوطن الذي احترم في دستوره حرية ناسه ومعتقداتهم”.
وتابع: “إن مواقف المشيخة وكلماتها منذ 2006 (هذا إذا تجاوزنا موقفها التاريخي قبل المرحلة الراهنة) تشهد على الثوابت التي انتهجتها تعبيرا عن الالتزام الوطني والقومي للموحدين الدروز. إن من الثوابت دعم الدولة ومؤسساتها وجيشها ووحدتها الوطنية. ومن الثوابت التوافق الوثيق على الركائز الوطنية المتفق عليها بين القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية. ومن الثوابت مشاركة أمتنا الإسلامية في التصدي لظاهرات العنف والغلو والتطرف، والدعوة إلى تعزيز مفهوم المواطنة والدولة الوطنية واحترام سنة الاختلاف والبناء على المشتركات الجامعة الكفيلة بتعزيز الوحدة الاسلامية، كما جرى التأكيد عليه في مؤتمرات إسلامية عدة”.
وشدد على “الدعوة الدائمة إلى التأكيد على التوافق الاسلامي المسيحي، على قاعدة تعزيز الوحدة الوطنية، وصون مبدأ العيش معا، والتشبث بروح الميثاق الوطني، ودعم كل ما يمكن أن يدفع نحو تحقيق السلام بين بني الإنسان. ومن الثوابت أيضا المطالبة الدائمة باجتناب أسلوب تعطيل آليات النظام الديمقراطي، ولا بد لنا في هذا المجال من أن نجدد الصرخة عاليا من أجل استدراك المخاطر الكبرى عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن المعيب أن تعجز الطبقة السياسية عن إنجاز هذا الشأن الوطني الضروري الملح بعد شهور طويلة من إجراء الانتخابات النيابية. بل من المعيب أن يكون لدينا مجلس نيابي منتخب، وآليات دستورية حاضرة، وحكومة تصريف أعمال معلقة، ولا يكون لدى العقل السياسي استدراك للأمر يحول دون وقوع البلد في العواقب الوخيمة التي يتردد صداها من كل جانب”.
وقال: “لا بد من كلمة للإعلام، فالإعلامي يجب ان يكون أكثر الشبان اجتهادا، وأسرعهم استفادة، وأوفرهم ذكاء، وأصدقهم أمانة، وأطيبهم أخلاقا، فكما قال الشاعر: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
ورأى أن “الكثير من البرامج على شاشات التلفزة معيب ولن ازيد اليوم. ومن ناحية ثانية فإن الكلمة هي مفتاح القلوب. يوم فتح النبي مكة، جعل من بيت اكبر اعدائه، ابي سفيان مأمنا للناس، وقال للجموع المشركين: ما ظنكم انني فاعل بكم؟ وعندما أجابوه: أخ كريم وابن اخ كريم، قال تلك الكلمة التي علت وسمت على كل عفو وسماح: اذهبوا فانتم الطلقاء. ومن يومها لم تسفك في حياة النبي قطرة من دم إلا في حد من حدود الله. هذا مثل من أروع الامثال. نذكر ذلك لأننا نرى حكاما وقادة لا يذكر الفريق فريقا ولا الفرد فردا إلا بلهجة الاتهام والشتائم وغيرها. فيما يتوجب علينا الاتعاظ فيتجلى في الانسان جمال الإنسانية وكمالها، خيرا وصلاحا وعفوا وسماحا، ومحبة تمحو الحسد والحقد والبغضاء”.
فيلم وغداء
وكان جرى عرض فيلم عن نشاطات المجلس ورؤيته، وتلته مأدبة غداء على شرف المدعوين.