
كتب علاء الشمالي
حين قال أمين عام حزب الله إنه يريد فتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، تنفس كثيرون الصعداء. قيل إن العقل عاد، وإن لبنان في طريقه للعودة إلى حضنه العربي بعد سنوات من الارتهان للمشروع الإيراني.
لكن سرعان ما تبيّن أن شيئًا لم يتغير.
ما حصل بإضاءة صخرة الروشة بصورة السيدين نصرالله وصفي الدين، رغمًا عن قرار حكومي واضح، يعيدنا إلى عقلية فرض القرار بالقوة، وتجاوز الدولة ومؤسساتها.
هو تكرار لنهج التعطيل، لكن هذه المرة دون الحاجة إلى “الثلث المعطل”، بل بالتهديد وخلق مناخات فتنة.
القضية ليست في صورة، بل في الرسالة:
فئة تعتبر نفسها فوق الدولة، وخارج القانون.
المنطق لا يستقيم إلا عندما يتفق اللبنانيون على أن الدولة فوق الجميع، لا الدويلة ولا الزعامة ولا السلاح.
لبنان يتسع للجميع، لكن لا يقوم إلا بمؤسسات قوية تُحترم.
أما فلول النظام السوري وسراياه ومرتزقته، فلا ثقة بهم ولو اغتسلوا بزمزم، وتيمموا بتراب مكة والمدينة.
العروبة التزام وموقف، لا شعارات تُستخدم عند الحاجة.
رئاسة الحكومة خط أحمر، وهيبة الدولة ليست مكسر عصا لأحد.
سيذهب الجميع، ويبقى لبنان… إلا من أبى.