مقالات صحفية

“سلاح المقاومة ليس للمساومة” بقلم الدكتور أنطون حداد

للمرة الف بعد الف مرة، سلاح المقاومة على الطاولة! بناء” على إشارة المبعوث الاميركي الاخرق (سحبته بلاده بفترة قياسية رغم ابتسامته وكياسته المصطنعة وتفريداته المتناقضة والمتفلتة). ابواق السفارات تفتح على مداها سلموا سلاح المقاومة!!! الف علامة تعجب !!! وهل سلاح المقاومة اية مقاومة قابل للتسليم؟ على مر التاريخ لم يحصل أن سلمت المقاومة سلاحها أو سلمت مقاومة سلاحها الا باستثناء. وفي زماننا الحاضر اي الخمسون سنة الماضية في منطقتنا مقاومة واحدة( لن نسمي احتراما” لأهلها) والسبب في ذلك أنها حملت السلاح ضد تلميذ الاستعمار مدعومة من قوى الاستعمار ذاتها تتلاعب بها
بالصورة الكبرى. وفي الصغرى تحاول هذه الجماعة تقمص ثوب الامة وهو فضفاض عليها وعلى امثالها من هذا النوع من الجماعات واقعة في جب جهل أساس الامة ومقوماته أسوة بكثير من الجماعات وحتى الدول.
أما المقاومات الحقيقية والوطنية لا تنتهي إلا بانتهاء دورها أي بزوال أسباب وجودها “زوال الاحتلال”.
بالامس احدى أبواق “الوطنية*” المسماة mtv في مقدمة نشرة الاخبارية المسائية تعد الساعات لجلسة مجالس الوزراء حرفيا”، في إشارة الى أن موضوع الجلسة الدسم هو نزع سلاح المقاومة ، وذلك بناء على معطيين خطابيين أساسيين:
الاول دخول القوات اللبنانية الصاروخي الى الجلسة بإصرار مدجج بدعم كيماوي كتائبي لا يصد، يخلص الى طلب حازم حاسم بتسليم سلاح المقاومة فورا” على طاولة المجلس أو وضع زر تفجير المخازن امامهم، أو على الاقل وضع خرائط المخازن والمستودعات التي عجز العدو “الحليف” عن كشف أماكنه أو عجزه عن الوصول اليه كما عجز سيدهم ترامب عن الوصول الى مفاعل Fordo الايراني.
هي البروباغندا ذاتها بين عاصمة الكيان وواشنطن تهويل بتدمير العدو ثم العودة الى المطالبة بتدمير الاسلحة الثقيلة ومراقبة مفاعل أعلنوا النصر بتدميره كليا” أثناء إعلان النصر الخرافي من العاصمتين المذكورتين.
ولا يسعك التغاضي عن تهويل نائب من هنا واخرى من هناك تتوعد المقاومة بضرورة الرضوخ الفوري حتى لتظنها قاذفة نووية ترعد.
في السياق ذاته يلفتك نائب إحدى الكتل( لم انتبه لاسمه وإلا سميته) المهدد ،:” تسليم السلاح.. وإلا لدينا اساليبنا..”
ثانيا” :” التعويل على خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الجيش والذي أشار بوضوح (صحيح) الى نزع سلاح المقاومة وكل لبناني شريف معه وممكن بشكل أدق مع تسليم المقاومة سلاحها، ولكن على إيقاع فخامة الرئيس في معرض تصريحاته السابقة في ذات الموضوع بشكل تفصيلي، لا خطابي مقتضب ومحدد بنقاط عامة مركزة تتيح فهم التفاصيل( حيث يكمن الشيطان) وأشار فيها مرارا” على أن التسليم تم في شمال الليطاني( ايده قائد الجيش في خطاب عيد الجيش أيضا” بنسبة 80%)، بانتظار ان يخطوا العدو خطواته الواجبة بالانسحاب من النقاط الخمس وإعطاء مهلة 15 يوما” من الهدوء وعدم الاعتداء على لبنان خلالها، وفخامته يعرف أن المطلوب(حسن النية) من اساسه غير موجود عند هذا العدو.
ونحن نعتقد جازمين أن الرئيس الذي يوم كان قائدا” للجيش، وفي عز ضياع المقاومة أثناء اغتيال السيد وتفجير البيجر طلبت منه الادارة والسفيرة الاميركية “اغتنام” الفرصة ومداهمة مواقع المقاومة ووضع اليد على محتوياتها وتفكيك المقاومة تاليا” فكان جوابه واضحا”:” أنا لا ارغب، ولا اقدر . وعمل كهذا سيؤدي الى انقسام الجيش والوطن ولن أقدم على ذلك”.
وللمراهنين على غدر رئيس الجمهورية ونحر نفسه بنحر المقاومة واهمون مخطئون ، فهو الجنرال العارف بأن المقاومة هي الدرع الخلفي الخفي للجيش والعلاقة جدلية بينهما، والتاريخ يشهد وآخرها في عرسال… وفي التنسيق الامني الاستخباري خاصة حتى اليوم.
للمراهنين على المأزوم نتنياهو أو على أهبل واشنطن ترامب، متسلحين بمواقفه النارية الصاخبة الخاوية( حتى سقوط الدولة في سورية كان في غفلة عنه باعترافه ) ، تذكروا ان الاول أعلن القضاء على اكثر من 80% من قوة المقاومة في لبنان ومخازنها ومستودعات سلاحها، بالاضافة الى قياداته من السيد نصرالله حتى الصف الثالث.
لفهم الواقع جيدا”، عليكم بخطابات وتحليلات جنرالات الميدانيين العبريين ومنهم المحللين الصحفيين .
وتابعوا التلفزة والصحافة والجنرالات الاميركان عما فعلوه خلال قصف مفاعل فوردو وهذه الصورة الهزلية التي ظهرت بها واشنطن .
قد يكون صائبا” أن ما بعد الاسناد ليس كما بعده، مع أن التقديرات السابقة للعدو لا تؤخذ على محمل الدقة والموضوعية ،فكل قيادة عسكرية ( خاصة الكيان والهزيمة باتت تعني النهاية له) بحاجة الى تسجيل انتصار خصوصا” بعد خسائر كبيرة وحرب طويلة لا طاقة طائل منها وفرغت الكيان من كل قواه المادية والمعنوية وبات يستجدي قوته وطعامه من الكرم العربي.
وكذلك ليس ما بعد الحرب على ايران حيث بات البيت اليهوهي مكشوفا” للقاصي والداني ممن ارادوا المواجهة ، والدعم والحضور الاميركي الاطلسي المباشر هو سبب بقاء ( لا صمود) الكيان، بل اصبح عبأ” على الاطالسة وخاصة اميركا التي تورطت مباشرة في وحول ايران التي لولا الحلول الهزلية المميتة لترامب لشهدنا نهاية العبريين وكيانهم او حربا” ضروسا”، وحدهم الفيزيائون قادرون على التنبؤ جيدا” بفداحتها.
استعرضنا ذلك للقول للجمهور المناويء للمقاومة، أن لا يستمعوا لمحطات مأجورة أو ساسة اصطياد الفرص وبيع المواقف والافضل الاستماع للاعلام العبري – الاميركي. ولا تستمعوا لاعلاميي ونواب الغفلة أو الصدفة كالزجلي نعيم وسواه ممن ترتفع رواتبهم بارتفاع نبراتهم الخطابة اسوة بأسيادهم .
يقع لبنان في قلب المشروع العبري قبل ظهور النفط والغاز في ارضه ومياهه، والسيادة لا توجد دون الاستقلال وهي تفصيل من تفصيلاته، لا توجد دون وجوده. والسيادة تتطلب أولا” كف يد الاجنبي عن العبث والتمادي في التدخل في الشأن الداخلي، وفي حرية أبناء البلد في التمتع بخيرات بلادهم كما يرتؤون، لا بتسلط وأوامر الخارج.
الثلاثاء ليس ببعيد وجلسة مجلس الوزراء ليس ببعيدة، والقرارات بنات العقول لا الغرائز وغدا” سواء رضي العدو الاميركي أو العبري أو العميل أو المتنفع ، فإن الحقيقة ستفرض نفسها في سجلات المجلس مهما كانت التبعات كبرى لن تكون أصعب من ذل التسليم المهين.
لبنان الكيان الهجين بطبيعته وتركيبه، بات محاطا” بالمخاطر من الجهات الاربع وأي تراخي ممكن أن يطيح بوجوده وهو ما عبر عنه براك نفسه في مفارقة ملفتة، ضاربا” على وتر ذوبان الكيان الضعيف ومطالبا” في الوقت نفسه بتدمير نقطة قوته الاساس.وهذا ما عبر عنه النائب الكتائبي نديم الجميل في مداخلة له في مجلس النوب، أعرب فيها عن حق حزب الله في حمل السلاح لما يحيط بلبنان من مخاطر، وعندما عاجله رئيس المجلس بري بالسؤال:” يعني أنت مع شرعنة سلاح المقاومة؟؟” متلعثما” بعدما أزعج زميله سامي الجميل:” لا لم أقصد قول ذلك” وبعد إلحاح بري أجاب ب لا وأسباب هذا النفي واضحة في ظل ضغوط الاسياد.
ليست خطابات وتغريدات أصحاب القرار الدوليين ووصفاتهم التي تحمي لبنان إنما العكس، والمقاومة المتماهية مع الجيش وخلفه وهي القادرة على رد أي عدوان يستهدف وجوده وموارده البشرية والمادية.
العدو مسذئب لخلق فتنة داخلية توفر عليه مخاض خوض غمار مغامرة جديدة تقضي على مكتسبه المعنوي، فلا تحاولوا تقديمها له على طبق من الدم الذي طالما تحاشته المقاومة،بل كونوا سندا” لها ليبقى الوطن وبدونها الى اسرائيل كبرى در، ولن يحصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى