شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أن “قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أكبر من قادة وأعظم من رمز، هما عقل وتاريخ وثورة وكرامة حياة وسيادة منطقة وقرار حر، لذلك لن يذهب دمهما هدرا، ومن عنده أمثال سليماني والمهندس وعماد مغنية لا يعرف معنى الهزائم إن شاء الله”.
وأشار إلى أن “أمر بعض اللبنانيين غريب جدا، فبينما هذا الفريق ينبطح للسفيرة الأميركية ويدعو ماكرون لإعادة الانتداب على لبنان ويطبل للدعم الأميركي الهزيل للجيش اللبناني زمن معركة الجرود التي حسمت حقيقة أن المساعدة الأميركية مجرد خردة، تراه متبجحا للدفاع عن السيادة التي حولها إلى إذلال ومهانة وقتل وإمارات ميليشياوية زمن الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أن صواريخ قاسم سليماني وقدرات طهران التسليحية للمقاومة هي التي حسمت معارك التحرير والنصر وأكدت سيادة لبنان واستعادت قراره ومؤسساته الوطنية دون مقابل، فإن البعض يرى السيادة بعين عوكر وحواجز الذبح وإدارة الخوات الذاتية والتبعية للمال الأسود بخلفية نعيق مدفوع الأجر”.
وقال: “لا سيادة من دون صواريخ قاسم سليماني، والمسؤول عن نهب البلد وتفليسه والإتجار بملفاته الإقليمية هو أنتم وليس صواريخ قاسم سليماني الذي ساهم بالتحرير ودعم المقاومة التي استعادت البلد، وإذا كان لا بد من تمثال حرية وسيادة فهو لقاسم سليماني وليس للخونة والسماسرة مهما اختلفت أسماؤهم، وكفاكم سما وأكاذيب وخيانة لهذا البلد”.
وختم: “على الرغم من أننا تنازلنا كثيرا وفي كل المراحل من أجل مصلحة لبنان، إلا أن هناك من يريد لبنان مجرد عميل لعوكر ومستعمرة لتل أبيب وبرميل نفط مجير لهذا وذاك، وهذا لن يمر أبدا في لبنان، ومع ذلك لن تمر مشاريع الحرب الأهلية وقنابل الفيدرالية ولعبة الشوارع المفخخة بالزعاف الأميركي”.
من جهة أخرى، استقبل قبلان، في مكتبه في دار الإفتاء الجعفري، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على رأس وفد من الاتحاد.
بعد اللقاء قال الأسمر: “تشرفنا اليوم بزيارة سماحة المفتي ومن هذه الدار الوطنية الكبيرة نقول بضرورة تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن وهذا رأي سماحته الذي عبر عنه حفاظا على الأمن الاجتماعي المهدد في هذه المرحلة بفعل السياسات الاقتصادية الخاطئة التي أوصلت البلد إلى هذا الدرك الخطير. كما وضعنا سماحته بالأجواء التي تعانيها الطبقة العمالية، وكان هناك توافق على ضرورة دعم الطبقة العاملة في هذه المرحلة عبر حوار كبير بين المرجعيات الروحية والمرجعيات السياسية، وضرورة أن تقدم المرجعيات السياسية تنازلات في هذه المرحلة من أجل تأليف حكومة تستطيع معالجة الوضع الاقتصادي الصعب”.
وختم: “إن سماحته في قلب حركة الناس، وفي قلب هموم الناس، ومع الحركة العمالية، ودعا الاتحاد العمالي إلى رفع الصوت عاليا دفاعا عن حقوق العمال والشعب اللبناني. وحيا الاتحاد على مواقفه إن بالإضرابات وإن بالتعاون مع كل عمال لبنان لمنع الصرف التعسفي. فنحن اليوم بحالة كارثية، صرف كبير، ولا فرص عمل، ووضع اقتصادي صعب، والوضع يتدهور يوما بعد يوم، وهناك ضرورة للتنازلات المتبادلة من أجل تأليف حكومة في هذه المرحلة تكون قادرة على البدء بحد أدنى من العلاج لوقف التدهور في قيمة العملة الوطنية”.
بدوره نوه قبلان بدور الاتحاد، ودعاه إلى “تكثيف التحرك والتواصل مع كل الأفرقاء لأن مصلحة البلد والناس تسقط أمامها كل الاعتبارات والحسابات الطائفية والمذهبية. فالمواطن إنسان وعلينا أن نكون جميعا في خدمته، وبخاصة هذه الطبقة السياسية التي يجب أن تضحي بكل شيء وتقدم التنازلات من أجل المصلحة العامة، فالمعاناة كبيرة ومآسي الناس لا تعد ولا تحصى، وبات من الواجب على الجميع التعاون المطلق على تسهيل عملية تأليف حكومة استثنائية بعيدا عن لعبة الشروط كونها تشكل المدخل الرئيس في ورشة إنقاذ البلد ووقف هذه الكارثة الوطنية والاجتماعية التي لحقت بجميع اللبنانيين”.