نعمت افرام : لبنان جديد سيولد بعد كورونا… وعزل كسروان وجبيل لم يحدث في الحرب الاهلية
سعد الياس
مارس 29, 2020
دعا الى الابتعاد عن الصغائر السياسية واعادة هيكلة الدولة وإشراك القطاع الخاص في الكهرباء
طالب رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة والتخطيط في المجلس النيابي النائب نعمت افرام “تخصيص صندوق بمليار ونصف المليار دولار للدعم السريع للمواطنين جراء أزمة كورونا” وأوضح في حديث إلى “القدس العربي” أن “فكرة عزل كسروان وجبيل غير رسمية تمّ سحبها وهي لم تحدث في الحرب الأهلية اللبنانية” مشدداً على “الابتعاد عن الصغائر السياسية” ومتمسكاً بشعار حملته الانتخابية “الإنسان أولاً” متوقعاً أن “يولد لبنان جديد ما بعد كورونا”.
وفي ما يلي نص الحوار:
*هل أنت راض عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حول التعبئة العامة والاقفال ليلاً وحظر التجوّل الذاتي في مواجهة فيروس كورونا؟ وماذا يمكن أن تفعل الحكومة أكثر من ذلك؟
**نعم تصرّفت الحكومة بطريقة حسنة لغاية الآن لجهة الحد من انتشار كورونا ولكن بدأت تقوم بأخطاء كبيرة أولها عدم استثناء المصانع من هذا الحظر لا بل تقوم الحكومة بمنع المصانع من العمل ليلاً فيما عليها تشجيعها على العمل في الليل كي يقسم فريقه على 24 ساعة حتى يخفّ خطر انتشار الوباء. فممنوع الاكتظاظ في معاملنا وإذا اصيب أحد العاملين يفترض ألا يُصاب كل من يعمل، ثانياً كيف سيعيش أي مواطن محجور وكيف سيأكل ولاسيما أن 80 في المئة من الشعب اللبناني يعاني اليوم من مشاكل مالية كبيرة قد تحول دون تمكنّه من تأمين الطعام؟ وهذا ينطبق مثلاً على الحلاّق أو من لديه جرّافة، لذلك اتخذت الدول المتطورة قرارات بدعم سريع للمواطنين بحوالي 10 إلى 15 في المئة من الناتج القومي. وإذا أردنا تطبيق هذا الرقم على لبنان فهو يصل إلى 4 مليار دولار. من هنا أطالب الآن بتخصيص صندوق بمليار ونصف مليار دولار لتحويل الأموال مباشرة للأشخاص إلى حساباتهم في المصارف وفتح حسابات لمن ليس لديه.
* كيف سيُموّل هذا الصندوق؟
**تمويل الصندوق يتم من الوفر الكبير بنزيف الدولار حيث كنا قبل كورونا ننزف حوالي مليار دولار في الشهر، وقد حصل حالياً وفر في إنتاج الطاقة مع تراجع أسعار برميل النفط ومع كلفة إنتاج أقل بسبب بقاء الناس في منازلها، وهذا ما أدى إلى تراجع الكلفة بين 300 إلى 400 مليون دولار في الشهر. ثم إذا أكملنا بزيادة 15 في المئة من الوباء يومياً فهذا يعني خلال 50 يوماً 400 ألف مصاب في لبنان، وهذا يعني أن 2 في المئة منهم سيكونون في المستشفيات أي 8 آلاف، فيما نحن لا توجد لدينا غرف عناية فائقة تكفي لهذا العدد. وهذا يستدعي تجهيز غرف قادرة على استيعاب هؤلاء الأشخاص.
*حصل التباس حول دعوة وزير الصحة إلى عزل منطقتي كسروان وجبيل التي هي دائرتك الانتخابية، لماذا انتفضتم على هذه الدعوة، وماذا تطلبون من وزارة الصحة ومن الدولة؟
**هذه الفكرة تمّ سحبها ولم تكن رسمية، وهي فكرة خاطئة، وإذا عزلت كسروان وجبيل يعني قسمت لبنان. ففي الحرب الأهلية لم يحدث ذلك. ثم ليس هناك من داع لأن الأرقام غلط، فنحن نجري في لبنان 300 فحص PCR في النهار في بيروت، وهذا رقم قليل ومن الطبيعي أن يكون الناس الذين يسكنون قرب العاصمة يجرون هذا الفحص أكثر من غيرهم في المناطق النائية، فمن يسكن في الشمال لن يتوجّه إلى بيروت إلا في حال بات وضعه صعباً خصوصاً ان الكثيرين ليست لديهم عوارض ويشفون من هذا المرض من دون أن يشعروا.
* هل تطالب بالفحص المجاني؟
** نعم أطالب بالفحص المجاني بعدما نتأكد من أنه مفيد.
*هل هناك استعدادات كافية في كسروان وجبيل لمواجهة وباء كورونا؟ وماذا عن تصنيع آلة التنفس التي أعلنت عنها؟ وهل أنتم في سباق بين هذه الاستعدادات وبين انتشار كورونا؟
** أعتقد أن لبنان يقوم حالياً بردة فعل وهو بصدد تحضير نفسه كقطاع خاص حيث لا نرى الأمر كافيا من قبل الدولة. وأنا كنائب طلبت من المؤسسات التي نتعاون معها كيفية المساعدة، وكذلك الشركات التي أنا مسؤول عنها في حياتي الخاصة كصناعي تبيّن معنا أنها قادرة على المساعدة على ثلاثة أصعدة أولاً الكمامات ومن الآن لغاية شهر ستكون لدينا كمامات بكميات كبيرة، ثانياً الثياب العازلة التي تُلبَس فوق العادية، طلبت من مصانع النايلون إنتاجها وبدأنا تطويرها، ثالثاً وهو الأهم آلة التنفّس وقد طلبت من الشركة الصناعية والهندسية التابعة لشركة أندفكو الانكباب على هذا الموضوع وقد بات لدينا منتج قيد التجارب في قلب المستشفيات، وبعد أسبوعين سنكون جاهزين لتصنيع كمية كبيرة من هذه الأجهزة، وأعتبر أن هذا أقل دور يمكن أن نقوم به كصناعيين لمحاربة الوباء وعدم الوقوع في كارثة، وهذا سيكون منتج للداخل اللبناني وللخارج.
*أين تصنّف نفسك اليوم بعد خروجك من “تكتل لبنان القوي” وكيف تقوّم أداء العهد والحكومة؟
**نحن اليوم بعيدون عن هذه الصغائر السياسية كلها، علينا العمل ليس فقط كفريق لبناني بل كعائلة إنسانية. وأذكّر بما صدر عن القمة العربية عندما أصدر الملك سلمان رسالتها وهدفها وشعارها “الإنسان أولاً” وأنا فخور بهذا الشعار الذي ترشّحت منذ سنتين على أساسه وخضت الانتخابات النيابية بموجبه وكان شعار حملتي الانتخابية.
* أي اسم تعطيه للكتلة النيابية حالياً؟
** في رأيي يفترض أن يكون “الإنسان أولاً”.
*بعد امتناع الحكومة عن تسديد سندات اليوروبوندز كيف يمكن للبنان أن يتفاوض ويكسب ثقة المجتمع الدولي والدول العربية؟ وهل بات طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي حتمياً؟
** أعتبر الجواب هو نعم، نحن بحاجة إلى صندوق النقد الدولي ومع مجتمع النقد الدولي ككل. وفي نظري كان علينا أن نقول للدائنين قبل سنتين أو ثلاث أننا غير قادرين على سداد الدين و”تعوا تنحكي” فالدين كان ينمو بنسبة 7 في المئة فيما النمو الاقتصادي للبلد كان واحد في المئة. وانطلاقاً من ذلك يجب القول لا يمكننا أن نستمر على هذا المنوال ويجب التعاون لتغيير منظومتنا الاقتصادية للتمكن من سداد الدين وإعادة النمو في لبنان، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعادة هيكلة كبيرة للقطاعات في الدولة، ومن خلال الشراكة مع القطاع الخاص اللبناني والعالمي كي نستقطب رؤوس أموال ونشجّع إعادة الهيكلة في القطاع العام ونحسّن الخدمات للمواطنين.
*كرئيس للجنة الاقتصاد كيف السبيل لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة وما هي الخطة الإصلاحية التي تقترحها وخصوصاً على صعيد قطاع الكهرباء؟
** الخطة التي أعددناها منذ 6 أشهر قبل الأزمة يمكننا أن نعتبرها في صلب الخطة التي يجري بحثها في الحكومة، وتتضمن في داخلها موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص. أما في موضوع الكهرباء فأعتبر أن سياسة إنتاج الكهرباء مرتبطة مباشرة بسياسة النفط والمحروقات. لذلك قرارنا أن يكون الغاز مربوطاً بمحطات الكهرباء التي ستُنشأ من جديد، ومن سيتولى إنتاج الكهرباء عليهم أن يجلبوا محروقاتهم معهم وأن نشتري منهم الكهرباء على الكيلوات نهائي قياساً إلى سعر النفط، وهكذا نكافح الفساد ونوفّر أموالاً وهذا هو الحل السريع، ومن ناحية ثانية علينا دعم القطاعات الإنتاجية من صناعة وزراعة، وأن ندرك أنه لا يمكننا الاعتماد فقط على الخدمات والاقتصاد الريعي، وهذه الأزمة تبرهن كم أن القطاع الصناعي مستوعب للصدمات ومساعد ومكمّل للأمن القومي اللبناني.
* ختاماً الجميع يفكّر حالياً بكيفية محاربة كورونا ولكن ماذا بعده؟
**ما بعد كورونا علينا أن نعرف كشعب واع كم هي قدرتنا وأننا بواسطة أحلام أبنائنا سنؤثّر على الطاقم السياسي اللبناني وعلى مستقبل لبنان وعلى لبنان الجديد الذي سيولد بعد كورونا. وفي رأيي سنستفيد كثيراً من دروس كورونا وهي مكمّلة للثورة وأرى أن ربّنا يثور معنا كي نصنع لبنان الجديد.