أخبار محلية

حرب مهل” بين الدولة والكورونا .. وخيار الطوارئ ‏بعد الأحد

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : ستة أيام فاصلة عن انتهاء القرار الحكومي بالتعبئة العامة لمدة أسبوعين، والذي اتخذ بدءاً ‏من 14 الشهر الجاري، بعدما تفاقم عدد الإصابات بفيروس كورونا، والمخاوف التي جاءت ‏في محلّها، ولو متأخرة، من خروج الانتشار عن السيطرة في لبنان، وسط اضطراب عالمي، ‏شل الاقتصاد والطيران، والمؤسسات الدستورية والسلطات المحلية والجامعات ‏والمدارس والمطاعم والانشطة العامة والمطاعم والمقاهي، إلى حدّ أصيبت معه مفاصل ‏الحياة على الأرض بشلل تام وسقم بدا معه العجز قائماً، على غير صعيد، لا سيما اكتشاف ‏العلاج الملائم، الأمر الذي دفع بالأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم ‏جيريسوس إلى الإعلان مع مرور 100 على أوّل إصابة بالكورونا، ان وتيرة انتشار جائحة ‏كورونا (كوفيد 19) تتسارع مع تسجيل ما يزيد على 300 ألف حالة إصابة حتى الآن في أنحاء ‏العالم.. بوتيرة غير مسبوقة إذ ارتفع العدد الى 100.000 في الأيام القليلة الماضية (اربعة ‏ايام)، محذراً من أن استخدام أدوية لم تخضع للتجربة لعلاج مرض‎ (COVID 19) ‎قد يعطي ‏أملاً زائفاً‎.‎

اما في لبنان، وعلى الأرض، سجلت أمس 19 حالة جديدة بفيروس كورونا، ليصبح العدد 267 ‏حالة مثبتة بالفحص المخبري، في وقت يسجل فيه الرئيس نبيه برّي عتباً بسبب عدم إعلان ‏حالة الطوارئ وسط معلومات ان هذا الخيار لا بدّ منه إذا ما تفاقم الوضع، ووصلت حالة ‏التفشي الفيروسي إلى المرحلة الرابعة، إلى ما بعد الخامس عشر من نيسان المقبل، وسط ‏وضع نقدي ومالي غير مؤاتٍ إذ قارب سعر صرف الدولار 2820 ليرة لبنانية، متجاوزاً ‏السقوف المعقولة أو المقبولة‎..‎

واعربت مصادر سياسية مطلعة عن اعتقادها ان استمرار تطبيق الخطط العسكرية من ‏اجل احتواء انتشار فيروس كورونا سيساعد على تقديم صورة اوضح عن تطور المرحلة ‏المقبلة
وقالت المصادر لـ”اللواء” ان ما ينفذ اليوم هو قريب جدا الى ما يعرف بحالة طوارئ لجهة ‏ما تقوم به القوى الأمنية وحظر التجول الشخصي معلنة ان المسؤولية باتت تقع على ‏الأفراد لكن الاجراءات المشددة متواصلة والمراقبة حاصلة على ان المطلوب هو قيام ‏البلديات والجهات المحلية في كل منطقة من مساعدة معتبرة ان الهاجس الأكبر يكمن في ‏موضوع النازحين السوريين ومخيمات اللاجئين‎.‎

وأكدت مصادر رسمية ان حال التعبئة العامة اهم من اعلان حالة الطوارئ في ظل الوضع ‏الذي يشهده لبنان وذكرت ان حالة الطوارئ لها طابع عسكري امني لأحداث امنية معينة ‏تتصل بتخريب او غير ذلك في حين ان التعبئة العامة تضع كل الناس ضمن هذه الحالة ‏للمساهمة في الاجراءات التي تتخذ‎.‎

واوضحت ان اجراءات الجيش والأجهزة الأمنية على الطرقات هي نوع من حظر التجول من ‏دون ان يكون الحظر بالمعنى الدقيق للكلمة لأن حالة الطوارئ تستدعي قيام امور ليست ‏في وقتها في ظل الوضع الراهن في حين ان التعبئة العامة تتضمن مشاركة اكثر من جميع ‏الناس وتضامنهم‎.‎

اي ان هناك حالات في حال تم اعتماد الطوارئ تصبح اكثر صعوبة وقد تؤدي الى عرقلة ‏الحياة العامة في حين ان التعبئة العامة تضم الطوارئ واشياء اخرى تتعلق بتضامن الناس ‏مع بعضهاواستنفارهم عند الضرورة معلنة ان التعبئة اهم من الطوارئ في الظروف ‏الحالية الصحية‎.‎

كما انه يمكن للدولة ان تتخذ اجراءات على صعيد وضع حد للتجول ومصادرة المستلزمات ‏اذا كانت هناك حاجة للدولة الى النفط والطب والاستشفاء فضلا عن وجود جهوزية على ‏مستوى كل الناس في حين انه في حالة الطوارئ تقتصر على الاجراءات العسكرية ومنع ‏التجول. ولفتت الى ان حالة التعبئة تشمل اكثر بكثير مما تشمله حالة الطوارئ. وقالت ان ‏اعلان حالة الطوارئ في مفهوم الناس يعني منع التجول في حين انها تستدعي مستلزمات ‏اخرى لا داعي لها الآن لأن هناك حاجة لبقاء مؤسسات تعمل كالمؤسسات الصحية ‏والاستشفائية والغدائية والأجتماعية والإنسانية ومحال‎.‎

وقالت ان الطوارئ تتصل بوضع امني معين يهدد امن الدولة وسلامتها في حين ان ‏الطوارئ الصحية تتصل بسلامة كل انسان بما فيها الدولة في حين انه في حالة الطوارئ ‏يجب اتخاذ اجراءات عسكرية مئة بالمئة في حين ان الوضع حاليا ليس كذلك لأن ثمة حاجة ‏الى تضامن اجتماعي مع كل المواطنين لكي يكونوا في حالة التعبئة‎.‎

مجلس الوزراء
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة، عند الاولى من بعد ظهراليوم الثلاثاء في السرايا ‏الحكومية لدرس جدول اعمال يتضمن البنود الاتية‎:‎

‎1- ‎استكمال البحث بمشروع القانون المعجل الرامي الى تنظيم ووضع ضوابط استثنائية ‏موقتة على بعض العمليات والخدمات المصرفية.(ومن ضمنها كابيتال كونترول‎)‎

‎2- ‎البحث في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في ضوء التدابير المتخذة بسبب اعلان ‏التعبئة العامة (لمواجهة فيروس كورونا‎).‎

‎3- ‎استكمال البحث في الوضعين المالي والنقدي‎.‎

وقد استمرت خلال اليومين الماضيين، الاتصالات بين ومع المعنيين بالملف المالي ‏والنقدي، وبخاصة حول المفاوضات مع حملة سندات الدين، والتحضير لمشروع قانون ‏‏”كابيتال كونترول”، الذي تستكمل الحكومة مناقشته اليوم، والذي اعلن رئيس المجلس ‏النيابي نبيه بري رفضه له‎.‎

وقال الرئيس بري حاسماً حسبما نقل عنه امس الاول “موقع مستقبل ويب”، رداً على ‏سؤال حول موقفه من مشروع قانون “كابيتال كونترول”: “هذا الموضوع غير وارد عندي ‏لأنه مخالف للدستور ويسيء للمودعين‎”.‎

وتشيرمصادر رسمية الى اختلاف في وجهات النظر بين الوزراء حول بعض مواد مشروع ‏‏”كابيتال كونترول”، لا سيما لجهة الاقتطاع من ايداعات المودعين، علماً انه يطال اجراءات ‏اخرى لا تتعلق بالمودعين بل بعمليات التحويل وتنظيم الوضع النقدي والمصرفي، بهدف ‏معالجة الوضع المالي للدولة ولمصرف لبنان وللمصارف.ولذلك اطلقت على المشروع ‏رسمياً تسمية “تنظيم ووضع ضوابط استثنائية موقتة على بعض العمليات والخدمات ‏المصرفية‎”.‎

وحسب المصادر النيابية المنتظرة للاطلاع على الصيغة النهائية للمشروع، فإنه يتعلق ‏بإعادة تنظيم كل الوضع المصرفي والنقدي، حتى في موضوع اعادة جدولة او هيكلة الدين ‏العام، لتخفيف الخسائر قدر الامكان، وهذا يعني وجود خطة شاملة كاملة لتنظيم الخدمات ‏المصرفية والوضع المالي والنقدي‎.‎

لكن المصادرالنيابية تقول لـ”اللواء” ان المشروع سيُحال في نهاية المطاف الى المجلس ‏لدرسه في اول جلسة تشريعية بعد انتهاء فترة الحجر الصحي، وان كتلة التنمية والتحرير لن ‏تمشي بالمشروع، بينما ثمة كتل اخرى ستعمل على تعديلات فيه‎.‎
وفي السياق، يتجه لبنان إلى عدم دفع جميع مستحقات سندات اليوروبوندز بالعملات ‏الأجنبية وفق ما أعلنت وزارة المال، اما المحادثات مع الدائنين فإن الحكومة تعتزم اجراءها ‏في أسرع وقت وعليه فإن وزارة المال تخطط لاجراء تبيان للمستثمرين في 27 من شهر ‏آذار الحالي وقد تمّ إعطاء توجيهات إلى الاستشاري المالي‎ (LAZARD) ‎ليباشر بالترتيبات ‏تسهيلاً لهذه المحادثات‎.‎

وعلى جبهة الأسعار، سجل في اليومين الماضيين ارتفاع خطير في الأسعار، لا سيما أسعار ‏الخضار والفواكهة الشتوية كالحمضيات والموز وغيرها، في ظل غياب فاضح لرقابة وزارة ‏الاقتصاد، أو حتى مصلحة حماية المستهلك، التي غابت بصورة كلية عن الأسواق وتركت ‏حبل الأسعار على غاربه‎.‎

وعلى صعيد مكافحة انتشار الكورونا، سيتطرق المجلس الى مناقشة جدوى الإجراءات التي ‏اتخذت، وما يمكن ان يترتب عليها، لجهة المضي بإجراءات إضافية، فضلاً عن بحث إمكانية ‏التعويض على الذين توقفت أعمالهم، ويعيشون من اجر يومي، أو الموظفين ‏والمستخدمين، الذين اخرجوا من مؤسساتهم لسبب أو آخر‎..‎

وكان الرئيس حسان دياب أعلن في عطلة نهاية الأسبوع، انه في ضوء عدم التزام ‏المواطنين بالاجراءات والتدابير المتخذة، في غير منطقة انكشف عن عدم إدراك حجم ‏المخاطر.. قرر: التأكيد على قيادة الجيش اللبناني والمديريات العامة للأجهزة الأمنية التشدّد ‏في تطبيق البنود التي توجب إبقاء المواطنين في منازلهم وعدم الخروج الا عند الحاجة ‏القصوى.. وذلك عبر خطط إضافية لتطبيق المادة الأولى من المرسوم رقم 6198/2020، ‏ووضعه موضع التنفيذ‎..‎

التقرير اليومي
وأمس الأوّل تضمن تقرير وزارة الصحة عن حركة الحالات المثبتة بالاصابة بفايروس ‏كورونا، وجاء فيه ان الحالات المثبتة في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات ‏المستشفيات المعتمدة 256 بزيادة 8 حالات‎.‎
ثم عاد عدد الحالات إلى الارتفاع إلى 267‏‎.‎

والبارز، إعلان الوزيرة السابقة مي شدياق، في بيان نشرته أمس انه بعد عودتها من ‏العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي، ظهرت عليها بعض الاعراض المشابهة لاعراض ‏كورونا، مما استدعى الزامي فوراً بالحجر المنزلي، وبعد الفحوصات تأكد “إصابتي ‏بالفيروس‎”.‎

وكانت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، فضلاً عن الطوافات تدخلت لحمل ‏اللبنانيين على التزام منازلهم فضلاً عن المحلات وحوانيت بيع الأغذية وبسطات الخضار ‏والفواكه‎..‎
واتجه فريق من الجهات المكلفة بمواجهة انتشار الفيروس، لجهة تعقيم مخيمات النازحين ‏السوريين من قبل عناصر الأمن العام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى