أخبار محلية

اللواء : ثقة عالية .. ومشروطة بالحكومة.. واعتذار لبناني عن قبول العروض الإيرانية العَلَوْلا مساء في بيروت.. وظريف يغادر “حركة بلا بركة‎”‎

كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : يصل المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى بيروت مساء اليوم، في زيارة تتعلق باجراء لقاءات ‏مع كبار المسؤولين، والرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، فضلاً عن قيادات لبنانية ‏وشخصيات لبنانية مستقلة واحزاب صديقة، وتهدف إلى نقل تجديد قرار المملكة العربية السعودية، عبر قيادتها ‏خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بالوقوف إلى جانب لبنان ‏وامنه واستقراره وعودة العافية إلى اقتصاده وماليته، ومساعدته على استعادة موقعه في حركة الاستثمار، فضلاً ‏عن وضع مقررات مؤتمر سيدر موضع التنفيذ‎..‎

بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، الذي وصفت زيارته بأنها “إعلامية” وأنها ‏‏”حركة بلا بركة‎”.‎

زيارة ظريف : حركة بلا بركة
كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ”اللواء” أن نتائج زيارة الوزير ظريف لبيروت، إقتصرت على الضجة ‏الإعلامية، ولم تسفر عن تحقيق أي تقدم حقيقي في العلاقات بين بيروت وطهران، حيث أبلغ المسؤولون اللبنانيون ‏الزائر الإيراني عدم إمكانية التعاون في مختلف القطاعات بين البلدين، تفادياً لوقوع لبنان في قبضة العقوبات ‏الأميركية، حيث لا قدرة للاقتصاد اللبناني المتردي، على تحمل تداعيات مثل هذه الخطوة الخطرة‎.‎

وأشارت هذه المصادر أن الكلام عن مساعدات إيرانية في قطاع الكهرباء، ومشاريع البنية التحتية، وتوفير ‏الأسلحة المتطورة للجيش اللبناني، بقي مجرد كلام غير قابل للتنفيذ، خاصة بالنسبة للتعاون العسكري، لأن سلاح ‏الجيش اللبناني غربي المصدر، ولا يتوافق مع التدريبات الحالية، فضلاً عن أن لا رغبة لدى الطرف اللبناني ‏بالتخلي عن المساعدات العسكرية الأميركية المستمرة منذ فترة طويلة‎.‎

وأعتبرت هذه الأوساط أن النتائج السياسية لم تتجاوز التظاهرة الإعلامية، للإيحاء بأن لبنان يقع في دائرة النفوذ ‏الإيراني في المنطقة، على خلفية الإنتخابات النيابية الأخيرة، وتجاهل وجود قوى سياسية رئيسية معارضة ‏لمحاولات توريط لبنان مع المحور الإيراني بمواجهة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد التدخلات ‏الإيرانية في المنطقة العربية‎.‎

وأختصرت الأوساط الديبلوماسية محصلة زيارة ظريف بأنها “حركة بلا بركة‎”!‎
وقبل ان تمثل الحكومة اليوم، وربما على مدى يومين أو أكثر، اطمأنت ليس إلى الثقة بما يتجاوز أو يصل، إلى مئة ‏نائب من كل الكتل الممثلة بوزراء، بل الى انها احدثت اهتماماً عربياً واقليمياً ودولياً، بتأليفها، بالنظر لحسابات ‏واضحة لدى الأطراف الدولية والإقليمية المعنية، أو نظراً للتسابق من أجل حجز فرصة، ان بالنسبة لمساعدات ‏‏”سيدر” التي من شأنها ان تنعش شركات تنتظر الفرصة للنشاط الاستثماري، أو بالنسبة لأجندات، تتعلق ‏بالمواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية، الماضية في العقوبات على إيران، وإسرائيل الممعنة بضرباتها الجوية ‏في سوريا، فضلا عن التهديدات اليومية ضد لبنان، وبين طهران التي تحاول ان تخرق جدار العزلة والعقوبات، ‏بتكوين محور يمتد من اليمن إلى سوريا، ويشمل لبنان وغزة، من بوابة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي‎.‎

ما قيل في الإعلام على لسان وزير الخارجية الإيراني كشف عن أجندة إيرانية ولبنانية، ليست متطابقة، امّا داخل ‏الجدران المغلقة فهو مختلف، حسب الأجندة والشخصيات، سواء أكانت رسمية أو دبلوماسية أو حزبية.. فبالنسبة ‏للبنان الرسمي المهم عودة النازحين السوريين، وطلب الدعم الإيراني، في وقت بدا ظريف، راغباً في تعزيز ‏التعاون الاقتصادي مع لبنان، مع علمه المسبق، بعدم تمكن هذا البلد من الذهاب بعيداً في التعاون، ليس من خلفية ‏العقوبات فقط، بل ايضا بالنظر إلى التباعد التاريخي بين النظم اللبنانية والنظم الإيرانية‎.‎

وفي حين رفض الرئيس نبيه برّي استقبال أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة العربية الذي أوضح للرئيس ميشال ‏عون ان الموقف العربي، لا يتجه إلى إعادة سوريا أقله هذا العام إلى الجامعة العربية، الأمر، الذي يتعين اخذه بعين ‏الاعتبار، في ما خصَّ الاتجاه اللبناني المبكر للانفتاح على سوريا، والقيام بزيارات رسمية.. طالب الوزير جبران ‏باسيل نظيره الإيراني ظريف بالمساعدة على إعادة النازحين السوريين، حاثاً في الوقت نفسه سوريا على تقديم ‏ضمانات بشأن حقوق الملكية والخدمة العسكرية، لتشجيع اللاجئين للعودة إلى بلادهم‎.‎

ثقة قياسية
في هذا الوقت، تنتظر “حكومة إلى العمل”، نيل ثقة المجلس النيابي، الذي يبدأ اليوم مناقشة بيانها الوزاري، ‏ويستمر حتى يوم غد، لكي تنطلق بزخم في توظيف التوافق الداخلي الواسع على دعمها، وترجمة ما تضمنه البيان ‏من بنود، ولا سيما ما يتصل بالاصلاحات التي نص عليها مؤتمر “سيدر”، في إطار الجهود التي ستبذل من أجل ‏معالجة الوضع الاقتصادي الذي قارب الخطوط الحمر، بعدما دلت الأرقام الاقتصادية ان لبنان سيواجه الانهيار ‏الحتمي إذا لم تبادر الحكومة إلى اتخاذ خطوات إنقاذية قبل فوات الأوان، وهو ما أكّد عليه، الرئيس سعد الحريري، ‏خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر القمة العالمية للحكومات الذي انعقد في دبي بمشارك أكثر من 4 آلاف شخصية ‏من 140 دولة، عندما اعتبر ان “تطبيق إصلاحات سيدر هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان”، مشيرا إلى ان ‏الحكومة وضعت برنامجاً صريحاً وواضحاً للاصلاحات التي يجب القيام بها، لكي نشجع المستثمر العربي ‏والاجنبي للاستثمار في لبنان، لافتاً إلى ان محاربة الفساد ستكون من اصعب الأمور التي سنواجهها، لكن وجود ‏الإجماع السياسي سيسهل الأمر علينا‎.‎

وصارح الرئيس الحريري الحاضرين بأن لبنان يُعاني من الفساد والهدر ونقص الكهرباء وعدم تطوير القوانين ‏التي وضعت في خمسينات وستينات القرن الماضي، معلناً تأييده فصل الطائفية عن السياسة وفصل الصراع ‏السياسي عن الاقتصاد، آملاً بالحصول على ثقة مريحة ستتجاوز المائة صوت على الأقل‎.‎

غير ان مصادر نيابية توقعت ان تتجاوز الثقة الـ110 نواب، باحتساب الكتل النيابية المشاركة في الحكومة، وليس ‏عدد الحاضرين، علماً ان حكومة الحريري الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان نالت 87 صوتاً من أصل 92 ‏نائباً حضروا الجلسة، فيما حجب الثقة 4 نواب وامتنع نائب واحد عن التصويت‎.‎

ورغم المحاولات لتقليص عدد طالبي الكلام الذي تجاوز الـ60 لغاية بعد ظهر أمس، فإن هذا العدد مرجح ان ينقص ‏أو يزيد تبعا لمجريات الجلسة، وان كانت هذه الجلسة ستفتح شهية النواب لا سيما الجدد على الكلام، خصوصا ‏وانها الجلسة الأولى التي ستبث مباشرة على الهواء بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة‎.‎

وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس نبيه بري أن “الرئيس الحريري تمنى عليه ان يطلب الى الكتل ان يتحدث ‏باسمها نائب واحد للاستعجال بنيل الثقة والبدء بالعمل”. مشيراً الى أنه كرئيس لمجلس النواب “لا يمكنني ان أقول ‏لنائب بالا يتحدث ومن واجبي اعطائهم كل الوقت اذا اردوا الكلام.” وكشف ان اكثر من 60 نائباً طلبوا الكلام حتى ‏الآن متوقعا ان تمتد الجلسة حتى يوم الجمعة‎.‎
لكن معلومات أكدت ان اتفاق حصل بين الكتل على ان يتحدث ممثّل واحد عن كل كتلة، وهو ما ترجمته كتلة ‏‏”المستقبل” التي أوكلت إلى النائب سمير الجسر التحدث باسمها فقط‎.‎

بري على القطعة
إلى ذلك، رأى الرئيس برّي امام زواره أمس، انه سيتعامل مع الحكومة على القطعة، بمعنى انه سيؤيدها عندما ‏تحسن ويعارضها عندما تخطيء، كاشفا بأن الرئيس الحريري يريد إقرار قانون العفو من أجل معالجة ملف ‏الإسلاميين، فيما نحن نريده لمعالجة ملف المطلوبين بمذكرات توقيف في بعلبك والهرمل، لكنه شدّد على وجود ‏تحصين قانون العفو بإقرار قانون آخر، هو تشريع زراعة الحشيشة للاغراض الطبية، لتوفير فرص عمل لهؤلاء ‏الشباب كي لا نخرجهم من باب ونعيدهم من باب آخر إلى ارتكاب أفعال جرمية‎.‎
وعما حمله وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف، أكد الرئيس بري انه بإمكان إيران مساعدة لبنان في كل ما ‏يحتاجه وفي كل المجالات معتبراً أن “الإقدام على قبول هذه المساعدات يتطلب قراراً سياسياً جريئاً خصوصاً ‏وان هذه المساعدات لن تُراكم كغيرها فوائد‎”.‎

ولفت الى أن “هناك آلية قانونية لا عقوبات عليها لهذه المساعدات وهي التي تُعتمد بين إيران والاتحاد الأوروبي ‏ودول اخرى مثل الهند وغيرها‎.”‎
كما نفى بري ان يكون تجنب استقبال الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط بسبب ادانته لحرق العلم ‏الليبي مؤكداً ان السبب فعلاً هو ضيق الوقت، “والا لكان رد عليه في حينه‎”.‎
وأشار الى انه بسبب ضيق الوقت سيستقبل الموفد الملكي السعودي نزار العلولا في مجلس النواب على هامش ‏جلسة الثقة‎.‎

ازدحام موفدين
وكانت العاصمة اللبنانية، ازدحمت أمس والأيام التالية، بالموفدين العرب والأجانب لتقديم التهاني بتشكيل الحكومة ‏الجديدة. وكان البارز بينهم المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيرانية الذي يغادر بيروت اليوم، في الوقت ‏الذي يصل فيه الموفد الملكي السعودي نزار العلولا، على ان يبدأ لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين غداً الأربعاء، بلقاء ‏الرئيس عون والذي كان تسلم أمس من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعوتين للمشاركة في قمّة ‏شرم الشيخ العربية- الأوروبية الأسبوع المقبل، والقمة العربية العادية في تونس نهاية آذار المقبل، معلناً عدم وجود ‏توافق عربي حتى الآن لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة‎.‎

وذكرت مصادر رسمية لـ”اللواء” ان ابو الغيط عرض للرئيس عون نتائج القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في ‏بيروت مؤخرا، وانه تم تشكيل لجنة من الامناء المساعدين للامين العام من أجل متابعة تنفيذ قرارات القمة. ‏وعرض التحضيرات الجارية لقمتي شرم الشيخ وتونس

المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى