خاص الموقع ” خليل مرداس”
” في المنطق جنبلاط الأقوى و لكن في الشارع لا غالب و لا مغلوب “
في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشُها لبنان كم نحنُ بحاجة إلى أن تستفيق الحكمة في عقول زعمائنا، بدلاً من أن نستيقظ كُل يوم على جملة من التغريدات الاِستفزازية التي تحمل الهوية الدّرزيّة بكُل أسف .
فالحالة التي تعيشها الطائفة الدّرزيّة اليوم من شقاق وخلاف بين أنصار زعيم وآخر باتت تُشكل حالة قلق وخوف على كل موحد دّرزيّ يعيش على هذه الأرض، فـَبدلاً من أن يبحث الدّروز عن أسباب تدفعهم إلى أن يكونوا يداً واحدة تراهم يعملون على إثارة الخلاف فيما بينهم من خلال البحث في قضايا لا معنى لها وهي تمثل أمر واقع منذ سنوات .
فتجدهم اليوم يثيرون مسألة قانون المجلس المذهبي الذي مضى على وجوده 13 عاماً وأكثر، هنا لابد من التفكير لصالح من يتم خلق تلك الفجوات بين صفوف الموحدين الدّروز في لبنان ؟
لا أحد ينكر أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ” وليد جنبلاط” يمثل أقوى قوة على الساحة الدّرزيّة، فهو يمتلك أكبر عدد من النواب في المجلس النيابيّ، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنصار على مساحة لبنان كُلّه.
و لا أحد ينكر أيضاً أنه بالنسبة للقانون يْمثّل سماحة الشيخ “نعيم حسن” المرجعية الروحية قانونياً، لكن لا نستطيع أيضاً أن نتجاهل أن للشيخ ” نصر الدين الغريب ” مكانة لدى العديد من أبناء الطائفة الدّرزيّة و هذا واقع ليس وليد اللحظة إنما من سنوات أيضاً .
فلماذا اليوم يحاول البعض إثارة خلافات حول حقائق موجودة منذ زمن؟
فإذا تحدثنا بموضوعية سنجد أن جرّ الدّروز إلى الشارع وتحويل الصراع إلى صراع دّرزيّ درزيّ ليس لمصلحة أي دّرزي سواء كان مواطناً عادياً أو زعيماً جباراً ، ففي الشارع لا غالب و لا مغلوب، بل على العكس في الشارع ستكون الخسارة لنا جميعاً لأن الدماء التي ستسقط هي دماء أبنائنا.
لذلك لابد لِـحكماء هذه الطائفة أن يضعوا حداً لكل هذه المحاولات التي تهدف إلى إثارة الفتن وجرنا إلى حرب سنكون فيها جميعاً ضحايا لأهداف معروفه .
حان الوقت أن نفتح عين العقل و نفكر بحكمة ومنطق ونتعلم من دروس الماضي لعلنا ننقذ ما تبقى منا .