دعوة بكركي مارونية بخلفية ثوابت الصرح الوطنية ودوره التاريخي
كنعان : القمة العربية مصلحة تنموية لبنانية وليست تحدياً وليكن التنافس بالمشاريع لا بالاعلام
تخطينا الأزمة المالية بمبادرة رئاسية اعتدنا عليها بالازمات
الحكومة نسعى لها بالتعاون مع الرئيس المكلف الامس قبل اليوم ونطمح لجهد اكبر منه
للمحافظة على الحدود والارض من خلال دعم الجيش والتفاوض
للتعويض على المتضريرين من العواصف بعدالة وتوازن بين مختلف المناطق
عقد تكتل لبنان القوي اجتماعه الاسبوعي برئاسة الوزير جبران باسيل في سنتر طيار في سن الفيل. عقب الاجتماع، تحدّث أمين سرّ التكتل النائب ابراهيم كنعان فاشار الى أن التكتل يؤكد عشية لقاء بكركي على دورها الجامع وقال “فصحيح أن اللقاء للنواب الموارنة، الاّ أنه لقاء وطني بامتياز، وبكركي صرح وطني للتلاقي والتفاهم بين اللبنانيين، ودورها معروف عبر التاريخ، على صعيد الكيان اللبناني منذ العام 1920 وحتى اليوم، وهي تعبّر عن ضمير اللبنانيين لأي طائفة انتموا. وذاهبون غداً كنواب موارنة ننتمي لتكتل لبنان القوي الى بكركي واليد ممدودة للجميع للخروج بصيغة تؤكد حرصنا على لبنان والدستور والأصول وكل المفاهيم الوطنية والثوابت الوطنية التي عبّرت عنها بكركي وعبّرنا عنها كتيار وتكتل على مدى سنوات من النضال”.
وعلى صعيد القمة الاقتصادية والتنموية، أكد كنعان “دعم التكتل موقف لبنان الرسمي الذي عبّرت عنه الدولة بعقد هذه القمة، ونؤكد على أهميتها لما لها من تأثير على صورة لبنان ووضعه على الصعيدين العربي والدولي. كما يؤكد التكتل رفضه لكل ما يؤدي الى ضرب هذه الصورة، ويرى أن اي عمل خارج اطار الدولة لا يفيد لبنان او اي طرف لبناني، وهو ما تجسّد بمواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية”.
اضاف كنعان “على صعيد الأزمة المالية، شهدنا على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، وبالأوقات الصعبة يسطع دوره وكان سباقاً بدعوته للجميع ومطالبته للمعنيين بالوضع المالي ان يكونوا على قدر المسؤولية نظراً للتحديات المالية والاقتصادية، والمسؤولية جامعة لتصحيح الوضع. وقد بدأت الانعكاسات تنحسر، وشهدنا تقارير ايجابية تصدر عن الاسواق العالمية، تعيد السندات اللبنانية والحضور اللبناني المالي الى وضعه السابق، ونأمل في تحقيق اكثر في المدى القريب. والتكتل يقوم بعمل يومي على خلفية الوضعين الاقتصادي والمالي، وهو فوق التجاذبات، ويعتبر ان لا قيمة لأي خلاف سياسي أمام الوضع المالي في لبنان وسلامة الاقتصاد. ولقمة عيش اللبنانين وعملهم واقتصادهم اهم من أي صراع. لذلك كنا متجاوبين مع دعوة فخامة الرئيس، وسنكون متجاوبين مع كل دعوة تؤدي الى اجراءات جدّية بالاصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة منا”.
واشار كنعان الى أن ما تناوله “بيان بعبدا” هو ان لا تكون الاصلاحات الواردة بالموازنات حبراً على ورق، وهناك اجراءات عدة يمكن تنفيذها بوجود حكومة او عدمها، لجهة الحد من الهدر واحترام الاعتمادات للادارات والموازنات، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار بالقطاعات المنتجة حيث القانون مقر والاموال مرصودة،ما يحتّم عدم التحجج بالحكومة لحرمان اللبنانيين حقوقهم.
وأكد كنعان أن التكتل “يسعى لتكون هناك حكومة امس قبل اليوم، ويشدّ على يدّ دولة الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الذي نطمع بجهد اكبر منه، ونحن الى جانبه، ونأمل في ان يكون الجميع كذلك، لنصل الى الحكومة المطلوبة. ولا يمكن تحقيق ذلك من دون الاستمرار بالعمل والاندفاع حتى ولو واجهتنا صعوبات وجدران، فالجدار يجب ان يكسر لمصلحة لبنان ومصلحة انتظام العمل المؤسساتي في البلاد”.
وتابع كنعان ” كذلك، بحث التكتل في مسألة الحدود، وترجمة الشعارات على هذا الصعيد، تكون بدعم الجيش اللبناني لأنه خط أحمر، ويجب ان نستمر بالعمل ليكون جاهزاً بكل قواه وامكاناته للدفاع عن لبنان وسيادته وحدوده”.
وقال “بموازاة ذلك، وضمن الأطر المسموحة التي يمكن استخدامها ديبلوماسياً ودولياً لجهة التفاوض على الحدود والحفاظ عليها والسعي الى أن تكون مصانة، وهي حقوق وليست منّة من أحد، ونعرف جميعاً الجواب على اي اعتداء، ولكن علينا ان ننشط ديبلوماسياً وهو ما لا توفّره ديبلوماسيتنا الرسمية، ويحتاج لغطاء سياسي كبير، ولقناعة سياسية ووطنية عند الجميع بأن ذلك يصب في مصلحة لبنان من دون أي خلفية أخرى”.
وعلى صعيد العواصف، قال كنعان ” مع كل عاصفة يتضرر المواطن ونسبح في المياه، ونسمع تبريرات في وقت جرى صرف اكثر من مئة مليار دولار على مناقصات وبنى تحتية. وهذا الامر لا يجوز ان نستمر، ولا نقبل باستمراره، ونحن جزء من السلطة ونتحمّل المسؤوليات. ونطالب وسنحاسب كل الجهات المعنية لناحية قيامها بعملها، واولها الهيئة العليا للاغاثة. فلا يجوز ان يتم مسح مناطق ويعوّض عليها في مقابل عدم المسح والتعويض على مناطق أخرى، والشكوى من كل المناطق والمذاهب. لذلك، فالمسح يجب ان يشمل كل المناطق المتضررة وان تحدد التعويضات بتوازن وعدالة. وهو اقل ما يمكن ان تقوم به الدولة والهيئة العليا للاغاثة، وذلك يندرج في اطار تصريف الأعمال، وهناك اموال متوافرة واعتمادات في الموازنة وضمن القاعدة الاثني عشرية لهذه الكوارث وهذه الأضرار، ونوابنا سيتابعون المسألة في كل المناطق التي نمثل، ومن خلال التيار الوطني الحر والسلطات الادارية”.
ورداً على سؤال عن اعتذار ليبيا عن عدم حضور القمة وما يسببه من احراج للعهد قال كنعان “كلمة العهد غير مناسبة في هذا السياق، فهناك دولة ورئيس وحكومة ووزراء اخذوا موقفاً واضحاً مع القمة، والدليل أنها ستنعقد، وهي لا تشكّل اي تحد لأحد، لأن للبنان مصلحة في انعقادها، وفي مجيء العالم اليه، ووضع الاولويات الاقتصادية اللبنانية في سلّم الاولويات. وبدل التقاتل على التعديل ومن انزل علم ومن رفعه، فلنتنافس على من يأتي بالمشاريع للبنان ليدعم عربياً ويقوي اقتصاده في مرحلة نحتاج فيها الى الدعم المعنوي والمادي الكبير في الكثير من المرافق”.
اضاف” نحن نحترم القرار الصادر عن ليبيا، ووزير خارجية لبنان وجّه رسالة لنظيره الليبي، ولم يتبن عن الدولة اللبنانية اي عمل خارج اطار الدولة. وكنا نتمنى مشاركتهم ضمن المنظومة العربية، ومن دون اي خلفية، لأننا نعتبر أن قضية الامام موسى الصدر من الأولويات بالنسبة الينا، والامام المغيب من اركان الوحدة الوطنية ونعلم ما كان دوره. ولكن كدولة يهمها شعبها وعلاقاتها والوضع الاقتصادي والتنموي الذي تطرحه القمة، فلنا مصلحة بان تأخذ القمة مداها. ويهمنا ان نخرج بمضمون يهم اقتصادنا وشعبنا، وهذا دليل على ثبات لبنان في موقفه، وان هناك رئيساً قادراً على اتخاذ القرارات المسؤولة التي يفترض ان يدعمها كل اللبنانيين، ولا شك لدينا ان المصلحة اللبنانية هي مطلب الجميع، ولكن التعبير يجب ان لا يؤدي الى ما يتناقض مع هذه المصلحة”.