في عادة موروثة عن الجدات والامهات تهرع “ماري” مع النسوة في بلدتها الى تحضير أشهى العوامات، والزلابية، أصابع العروس والقطايف في محاولة للحفاظ على هذا الارث الذي بدأ يفقد قيمته شيئاً فشيئاً، فنراهن ينهمكن في اعداد هذه المأكولات ريثما يمرّ «الدايم دايم» عند منتصف الليل لمباركة منازلهنّ ومن فيها، فتبقى مضاءة بالانوار والنوافذ مفتوحة ليدخلها السيد المسيح كما تعمد “ريتا” الى تعليق عجينة في الشجرة لكي يباركها الدايم لتصبح خميرة في المنزل.
ما هو عيد الغطاس وما هي رمزيته؟
يحتفل المسيحيون في السادس من كانون الثاني من كل عام بعيد الغطاس.
وفي هذا الاطار، لفت رئيس دير مار سركيس وباخوس في كفردلاقوس زغرتا الاب الانطوني ابراهيم بو راجل في حديث خاص لموقع “المرده” ان عيد الغطاس او عيد الدنح “كلمة سريانية وتعني ايضاً عيد الظهور والاشراق والاعتلان، وكلمة “غطس” تعني النزول في الماء والخروج منه، وهذا العيد هو استباق لموت السيد المسيح وقيامته، وفي هذا اليوم تمت معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في الاردن وبدأت رسالته الظهور الى العلن، اذاً رسالة المسيح بدأت مع سر العماد ويعتبر هذا العيد اعتلاناً لسر الثالوث الاقدس الذي ظهر للمرة الاولى في عماد يسوع المسيح وفي هذا العيد فاض الروح القدس على يسوع وعلى الكنيسة جمعاء”.
واضاف: “شعبياً في هذا العيد تعدّ النساء المأكولات كبركة العيد ومنها الزلابية التي كانت تحضرها النساء على شكل اصابع ويقال عنها انها اصبع يوحنا المعمدان الذي يدل به يوحنا على يسوع، ويسهر المؤمنون حتى منتصف الليل، وكان هناك عادة قديمة تتمثل بالاحتفال بالقداس الالهي الى جانب عين المياه ويتبارك من هذه المياه المرضى والمواشي والمؤمنون، واستبدلوا هذه العادة بالاحتفال بالقداس في الكنيسة، ويتقبل الكثير من الاطفال سر العماد في هذا العيد”.
زر الذهاب إلى الأعلى