زار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في مكتبه في عين التينة، وعرض معه الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية وتشكيل الحكومة التي أكّد وهاب في تصريح له بعد اللقاء على “أنها على قاب قوسين أو أدنى من التشكيل، معتبراً أن التأخير لم يعد مبرراً خصوصاً أن الناس تنتظر ليس فقط تشكيل الحكومة بل تنتظر ماذا ستفعل هذه الحكومة؟ وهذا هو المهم”.
وأوضح وهاب أن “التشكيل يحدث صدمة إيجابية تستمر لأيام ولكن الصدمة الإيجابية المطلوبة هي ماذا ستفعل هذه الحكومة وماذا ستنفذ وكيف ستحل المشاكل القائمة؟ ورأى أن الأمر الأساسي والاستراتيجي الذي يطرحه اليوم الرئيس بري، هو أهم من موضوع الحكومة وأهم من كل هذه التفاصيل، وهو الدولة المدنية، لافتاً الى أن “دولته كما نحن جميعاً يعتبر أن النظام القائم غير قادر على الإستمرار، وقد أثبتت التجربة فعلاً بعد 2005 أن هذا النظام لا يستطيع إدارة نفسه”، معرباً أن “الرئيس برّي بطرحه هذا إنتقل الى مرحلة متقدمة جداً وهو قادر أن يجمع فيها الكثير من القوى اللبنانية، القوى السياسية، قوى المجتمع المدني، وقوى التغيير، وهذا أمر استراتيجي ومهم”.
ولمس وهاب من الرئيس برّي توجهاً استراتيجياً للعمل على نظام مدني بعدما أصبح مقتنعاً بفشل نظامنا السياسي الذي لا يستطيع أن يستمر، وهو بحاجة الى تطوير حقيقي، لافتاً الى أن للرئيس برّي تصور شامل وكامل حول هذا الموضوع وكيف نقوم بتشكيل المجلسين معاً، مجلس النواب ومجلس الشيوخ بحيث يكون مجلس الشيوخ ضامناً لحقوق الطوائف، ومجلس النواب يكون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين حتى لا يقول أحد أن هناك غلبة في هذا المجلس النيابي الوطني، ولكن داخل المذاهب يجب ألا ندخل في التفاصيل، فالإنتخابات حتماً تفرز عادة توازناً، لذلك يهمني أن يكون دولة الرئيس بري مبادراً بإتجاه كل القوى الحية والتغييرية بهذا الطرح الإستراتيجي”.
وإذ رأى أن “الترقيع سيؤدي الى فرط البلد، وهذا بلد لم يعد يتحمل، أشار وهاب الى أن الرئيس بري تدخل الشهر الماضي بقوة لتأمين الرواتب، وهذا ليس سراً والكل يعرف ذلك، وهو لا يستطيع أن يتدخل كل شهر لتأمين الرواتب، لافتاً الى وجود مشكلة حقيقية سببها الأساسي النظام السياسي حتى لا نتلهى بالتفاصيل الأخرى”.
وردّاً على سؤال: “قلتم إن الحكومة على قاب قوسين أو أدنى من التشكيل، هل هذا موقف الرئيس بري؟
أجاب وهاب: “لا، ليس موقف الرئيس بري، ولكن موقف دولته من الحكومة هو أنه كان يجب أن تتشكّل منذ أربعة أشهر، وهو يتساءل لماذا تأخرت كل هذا الوقت، ومعه حق في ذلك؟، موضحاً أن كل القصة تدور حول مسألة لا تستأهل، مسألة أصبحت أقرب الى العناد السياسي مما هو الى المنطق السياسي، لذلك الحكومة كان يحب أن تكون اليوم موجودة، وبرأيي تفاءلوا، فخلال الأيام المقبلة – إن شاءالله – سيكون لدينا حكومة”
زر الذهاب إلى الأعلى