استمرَّ التعليمُ الخاصّ معزَّزًا وقويًّا، ويواكب التطوّرات، وقادرًا على فرض رؤيته ومصالحِه على صانعي القرار إلى أن بدأتْ مؤشِّرات الأزمة الاقتصاديّة تُرْخي بثقلها عليه من جهة، وجائحة كورونا من جهة أخرى.
وفي حديثٍ عبر “ليبانون ديبايت”، أكّد الأب بطرس عازار، أمين عام المدارس الكاثوليكيّة، “التزامهم بتعليق الدّروس هذا الأسبوع، وذلك نتيجة المطالب المشتركة بين وزارة التربية والتعليم العالي وقطاع المدارس الخاصة”، لافتاً إلى أن “عدداً من المدارس التزم بالقرار، في حين مدارس أخرى قررت متابعة الدروس، لأسباب أكاديمية”.
وأشار إلى أنه “منذ سنواتٍ عديدة وحتّى اليوم، لم تُعطى الأولويّة للقطاع التربوي. فالمطلب الأساسي في ظل الأزمة الّتي نعيشها هو دعم الدّولة لهذا القطاع، وتأمين اللّقاحات للهيئة التّعليمية ولطلّاب الشّهادات الثانويّة.”
وقال الأب عازار: “من السهل جدًّا اعادة فتح أبواب المدارس ولكنّنا لا نستطيع، فمن حق الأهالي والتّلاميذ الإطمئنان على سلامتهم وسلامة المجتمع ككلّ، من خلال أخذ اللقاح، الّتي غفلت الدّولة عن تأمينه”.
وتابع مؤكّدًا: “لسنا هواة اضراب، فالموقف واضح جدًّا، وقد وُضعنا أمام الأمر الواقع بسبب إهمال الدولة للتعليم الخاص، لذلك خطَونا هذه الخطوة لنحمي أهلنا وأساتذتنا”.
ولفت إلى أنه “بالمرحلة الرّابعة سيتم اعادة فتح المدارس”، سائلاً: “كيف سنعاود فتحها من دون قواعد صحّية، وفي ظل تكاليف الإجراءات الوقائية المرتفعة؟”
وفي تقييمه لتجربة المدارس الخاصة للتّعليم عن بُعد، أكد الأب عازار أنّ “المدارس، ومنذ بدء الأزمة، عملت على تدريب الكوادر التّعليميّة وتأمين منصّات لهم، ونجحت بذلك. لكن المشكلة كانت بانقطاع الكهرباء الدّائم، ومشاكل الانترنت، وعدم توفّر المعدّات اللازمة للتّعليم عن بُعد (لابتوب، هاتف…) لدى الجميع، وهنا تكمن مسؤولية الدولة أيضاً، التي كان عليها أن تدعم الطلاب بذلك”.
المصدر: Lebanon Debate