أبلغ مصدر مالي رسمي مسؤول الى «الجمهورية» قوله: «اذا ما استمر الحال على ما هو عليه فلن يكون هناك سقف للانهيار، كما لن يكون هناك سقف لارتفاع الدولار الذي قد يبلغ ارقاماً لا اقول فلكية، لا بل ارقام خيالية. وها هو بالامس قد بدأ يطرق باب الـ10 الاف ليرة».
وأضاف: «حتى الآن ورغم كل ما هو حاصل لم نبلغ بعد الحضيض، والشرط الاساس لعدم ارتطامنا بالارض هو تشكيل حكومة، فكل يوم يمضي من دون تشكيل الحكومة تصبح امكانيات العلاج اضعف واصعب واكثر تعقيداً».
وانتقد المصدر المسؤول حكومة تصريف الاعمال ووصفها بمجموعة من الفاشلين، تخلّت عن مسؤولياتها بالكامل ولا همّ لها سوى ان تطلب المال من مصرف لبنان، من دون ان تدرك الوضع الحرج الذي بلغه الاحتياط الالزامي والاستراتيجي فيه.
ورداً على سؤال قال: «اذا ما تشكّلت حكومة، فبالتأكيد فإنّ الامور تنحى في اتجاه افضل، ولكن في حال استمر الحال على ما هو عليه، وفي حال استمر الدعم بالشكل الذي هو عليه ايضاً، فبالتأكيد سنصل الى مرحلة نسقط فيها نهائياً».
وأخطر ما قاله المصدر المسؤول، انّ الاحتياط الموجود من العملات الاجنبية في مصرف لبنان في دائرة الخطر الشديد، وانّ ذوبانه كما هو حاصل في عملية الدعم الجارية حالياً، لن يفصل بيننا وبين السقوط النهائي في الحضيض اشهرًا كما يُقال، بل فقط اسابيع قليلة جداً لا أكثر.
تقرير سوداوي
الى ذلك، اعدّ خبراء اقتصاديون تقريراً حول الوضع في لبنان، وُصف بالسوداوي، تضمن مقاربة مخيفة لمستقبل الوضع:
– لا بدّ من ترشيد عملية الدعم، لأنّ عدم ذلك سيؤدي الى الإطاحة باحتياط المصرف المركزي.
– انّ أقصى الطموح في هذه الفترة، هو التفتيش عن سبل تؤمّن للمواطن اللبناني ما بين 60 الى 70 دولاراً في الشهر، وحتى الآن لا يوجد سبيل لذلك.
– انّ عدم وجود حكومة، وعدم وجود اي توافق، معناهما انّ البلد سيذهب الى فوضى رهيبة، «الناس ستهجم على بعضها البعض». فمن دون حكومة جديدة، فلا سقف للدولار، كما لا سقف للغلاء، والأسوأ، هو انّ الانهيار سيكون بلا قعر، ومعنى ذلك انّ لبنان يصبح في «سابع جهنّم».. وهذا بالتأكيد فوق طاقة المواطن اللبناني على تحمّله.
– ثمة خطر كبير واقعي بأن يصبح كل الموظفين في الشارع والدولة غير قادرة على تأمين رواتبهم. والامر هنا ليس محصوراً بالموظفين الاداريين بل بالموظفين الآخرين في القطاعات الامنية والعسكرية. ان حصل هذا الامر لا سمح الله، فمعنى ذلك انّ لبنان اصبح في الحضيض، لا تنفع معه لا مؤتمرات ترقيعية، ولا حتى مؤتمرات تأسيسية، لانّه لن يبقى شيء، وستسود شريعة الغاب.. فهل يدرك ذلك معطّلو تأليف الحكومة؟