أخبار محلية

النائب بلال الحشيمي لـ بيروت تايمز: المغتربون في صلب المعادلة الانتخابية المقبلة

يُعد النائب بلال ملحم الحشيمي من الشخصيات اللبنانية التي تجمع بين العمق الأكاديمي والعمل السياسي، إذ يشغل حاليًا عضوية مجلس النواب اللبناني عن دائرة البقاع الأولى ممثلًا عن الطائفة السنية منذ انتخابات أيار 2022. يحمل الحشيمي سجلًا أكاديميًا حافلًا، حيث نال دكتوراه في علم الجراثيم من كلية لندن الملكية عام 1999، وماجستيرًا في البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية من كلية لندن الجامعية عام 1994، إلى جانب إجازة في تقنيات المختبرات الطبية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1991. يشغل منصب أستاذ علم الجراثيم في الجامعة اللبنانية منذ عام 2006، وانتُخب ممثلًا لأساتذة كلية الصحة العامة في مجلس الجامعة عام 2021. وله مساهمات بحثية منشورة عالميًا في مجالات الخلايا السرطانية والجراثيم.

سياسيًا، يُعرف الحشيمي بمواقفه الداعمة للمؤسسات الرسمية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، ويؤكد باستمرار على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة. يُنظر إليه كصوت عقلاني داخل البرلمان، يجمع بين المنهج العلمي والخطاب الوطني المعتدل، ويدعو إلى إصلاحات بنيوية في ملفات الصحة والتعليم والسيادة.

وفي لقاء خاص مع بيروت تايمز، يفتح النائب الحشيمي قلبه وعقله للقراء، متناولًا أبرز الملفات السياسية والانتخابية التي تشغل الساحة اللبنانية. من رفضه لتحويل بيروت إلى “منصة حزبية”، إلى دعمه لرئيس الحكومة نواف سلام، مرورًا بدعوته الصريحة لإشراك المغتربين في العملية الانتخابية، يقدّم الحشيمي رؤية متماسكة تنطلق من إيمانه بأن لبنان يجب أن يبقى دولة لجميع أبنائه، وأن بيروت ليست ملكًا لفصيل أو حزب.

في هذا الحوار، يجيب الحشيمي عن أسئلة بيروت تايمز حول الانتخابات النيابية، قانون الانتخاب، الجلسات التشريعية، والموقف من الأحداث الأخيرة في العاصمة، مؤكدًا أن: “المغترب اللبناني سيكون له دور كبير في اختيار ممثلي الأمة، وهذا الأمر سيؤثر على القوى المحلية.”

■ المغتربون في صلب المعادلة الانتخابية

شدد النائب بلال الحشيمي على أهمية دور المغتربين في العملية الانتخابية، قائلاً: “لا يمكن أن نضع المغتربين خارج المعادلة. يجب أن يكون لهم دور كبير في اختيار ممثلي الشعب اللبناني، كما حصل في انتخابات 2022 حين جرى استثناء لمرة واحدة فقط. المطلوب اليوم أن يُعاد هذا الاستثناء، وأن يُسمح لهم بالتصويت من أماكن إقامتهم.”

وأضاف: “في المستقبل، سيكون للمغترب اللبناني تأثير أكبر في اختيار ممثلي الأمة، وهذا الأمر سيؤثر حتمًا على القوى المحلية.”

وفي معرض تعليقه على ما حصل في صخرة الروشة، قال الحشيمي: “إقدام حزب الله على إضاءة الصخرة بصور قياداته يشكّل استفزازًا خطيرًا للبنانيين واعتداءً صارخًا على العاصمة بيروت، عاصمة كل الوطن. هذا التصرف يفضح مجددًا أن الحزب يضع نفسه فوق الدولة والقانون، ويصرّ على فرض إرادته على اللبنانيين، وكأن البلاد رهينة مشروعه الخاص.”

وأضاف: “من يرفع الصور والشعارات بالقوة لا يقاوم إسرائيل، بل يطعن الدولة ويستبيح كرامة اللبنانيين. بيروت ليست ملكًا لحزب الله، ولن تتحول إلى مسرح استعراضات حزبية أو منصة لفرض أمر واقع.”

 

دعم واضح لرئيس الحكومة

عن موقفه من رئيس الحكومة نواف سلام، قال الحشيمي: “نقف بوضوح إلى جانب الدولة ورئيس الحكومة في مواجهة هذا التحدي. الموقف الوطني الصلب يقتضي رفض أي سلاح خارج الشرعية، ورفض الصمت أمام كل محاولة لاختطاف بيروت أو تحويل لبنان إلى رهينة لمشروع حزبي يهدّد وحدته ومستقبله.”

وأكد: ان “لبنان سيبقى دولة، وبيروت ستبقى عاصمة لجميع أبنائها، ولن تكون يومًا ملكًا لحزب أو فصيل.”

 

■ الجلسات التشريعية ضرورة وطنية

فيما يتعلق بالجلسة التشريعية، قال الحشيمي: “أصبحت الجلسات التشريعية ضرورة وطنية لمناقشة وإقرار مشاريع القوانين الملحّة المدرجة على جدول الأعمال، خصوصًا في ظل الأزمات المتراكمة”.

 

■ هل هناك خطر أمني على الانتخابات؟

ردًا على سؤال حول إمكانية حدوث وضع أمني قد يطيّر الانتخابات، أجاب: “كل القوى السياسية تدرس اليوم كيف ستستفيد من هذه الانتخابات، وهذا ما يجعل المسألة محصورة بمنطق الربح والخسارة. هناك قوى تريد أن تربح وأخرى تخشى الخسارة، ونحن نعلم أن المغتربين يلعبون دورًا كبيرًا في تحديد عدد النواب داخل البرلمان” في ظل التجاذبات السياسية…

 

وفي ختام اللقاء، قال الحشيمي:

“ما حصل هو غيمة ومرت، ويجب أن نتعلم أن هذا البلد هو لجميع أبنائه. لا نريد الفتنة ولا أي شكل من أشكالها، ولا نريد أي مواضيع يمكن أن تؤدي إلى انقسام. المطلوب من الجيش اللبناني أن يحفظ هذا البلد من الفتن التي يتعرض لها الشعب اللبناني.”

تأتي تصريحات النائب بلال الحشيمي لـ بيروت تايمز في سياق مواقف سابقة عبّر عنها في مناسبات متعددة، حيث شدد مرارًا على أن بيروت ليست ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو لفرض أمر واقع حزبي. ففي تصريحات له خلال جلسات نيابية سابقة، دعا الحشيمي إلى احترام رمزية العاصمة كمساحة جامعة لكل اللبنانيين، مؤكدًا أن “من يسعى إلى احتكار بيروت يعتدي على روح الدولة ويهدد وحدة الوطن”.

كما عبّر الحشيمي في أكثر من مناسبة عن قلقه من محاولات تسييس الشارع اللبناني، داعيًا إلى تحصين الساحة الداخلية من الفتن، ومشددًا على أن “الجيش اللبناني هو الضامن الوحيد لوحدة البلاد، ويجب أن يُمنح الغطاء الكامل لحماية المواطنين من أي توتر أو استغلال سياسي”.

وفي سياق متصل، كان الحشيمي من أوائل النواب الذين طالبوا بتوسيع دور المغتربين في العملية الانتخابية، معتبرًا أن “اللبنانيين في الخارج ليسوا جمهورًا هامشيًا، بل هم جزء فاعل من القرار الوطني، ويجب أن يُمنحوا حق التصويت الكامل من أماكن إقامتهم، لما لذلك من أثر مباشر على إعادة التوازن إلى الحياة السياسية في لبنان”.

المصدر: “بيروت تايمز”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى