ثقافة ومجتمع

ندوة عن تاريخ المعلقة (زحلة)

نظمت إدارة مدرسة مار يوسف الصخرة للقلبين الأقدسين – المعلقة ندوة علمية، مساء الجمعة 26 أيلول 2025، تحت عنوان “المعلقة (١٨٦١-١٩٢١) دراسة في تاريخها السياسي والاقتصادي” بحضور فعاليّات سياسيّة وروحيّة وتربوية، وعددٍ كبيرٍ من المهتمين بتاريخ المنطقة والمجتمع المحلي.

شارك في الندوة كل من الدكتور عماد بعقليني محاضرًا، والدكتور مارون مخول معقبًا، فيما أدار الندوة الدكتور هيكل الراعي.

استهلَّ الندوة الدكتور هيكل الراعي مرحّباً بالحضور، مستعرضاً محطات مفصلية من تاريخ زحلة والمعلقة نظراً للالتحام الجذري بينهما، حيث كانت المعلّقة ضاحيةً من ضواحي زحلة. وأشار إلى أن زحلة كانت في مطلع القرن السادس عشر مزرعة صغيرة تابعة لبلدة كرك نوح، تسكنها عائلات قليلة من الشيعة والسنّة واستمرّت كذلك حتى بداية القرن الثامن عشر. ولكنّ معركة عين دارة (1711) غيّرت مجرى التاريخ، حيث أصبح الامراء اللمعيون (آل أبي اللمع وموطنهم بلدة حمانا) مالكيها ومسؤولين عنها، فانتقلت اليها عائلات درزيّة (حاطوم وقنطار وحسان) لإدارتها. ثمّ تكلّمَ عن التاريخَ الأوّل للجوء المسيحيّين الى زحلة قادمين من بعلبك ورأس بعلبك هرباً من ظلم أمراء آل حرفوش حكّام البقاع الشمالي وللعمل فيها، مشيرا الى الخلافات الطائفيّة التي حدثت آنذاك، ممّا دفعَ الكاثوليك من حوران ودمشق وحلب الى الهجرة لربوع زحلة هرباً من الاضطهاد. وشرح ظروف ثورة الزحليين عام 1825 على الحكام الدروز وكذلك حريق زحلة عام 1860، طارحاً إشكالية رسم الحدود بين زحلة والمعلقة وكيفية وضع حدود لبنان الكبير.

بعدها، كانت مداخلة موسّعة للدكتور بعقليني، فصّلَ من خلالها أهدافَ الدراسة التي قام بها، مركّزاً على المعلّقة كتراثٍ منفصلٍ عن زحلة، وقرأ مقاطع من دراسته، مفسّراً بعض الجوانب السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة والدستوريّة وكذلك الانسانيّة.

الدكتور مارون مخول عقّب على ما ورد في مداخلتَي الدكتور الراعي والدكتور بعقليني مشيداً بالدراسة وبإضاءتها على صفحات مجهولة من تاريخ المعلقة وخصوصاً النواحي الاقتصاديّة والسياسيّة والبلدية، حيث يلتحم الانتماء التاريخي والهويٌة الوطنيّة، ويجتمع فيها الحاضرُ والماضي البعيد، وأثنى على إثرائها للتاريخ البقاعي وفتح الطريق امام الاجيال الصاعدة للبحث والتنقيبِ عن أصول وجذور أجدادهم، شاكراً الحضور والدكتور هيكل الراعي الذي كان ملهمه في العمل الاداري، وكذلك ادارة مدرسة مار يوسف، والرئيسة جورجيت خلف التي تحملُ في كفّها رسالةَ السلام.
لقد كانت ندوةً قيّمة غنية وضعت تاريخَ المعلّقة تحت مجهرِ الضوءِ والتصويب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى