مقالات صحفية

“المجيء الثاني للمسيح ومصير باقي الشعوب” بقلم وئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل

 

“وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله”(رؤيا 22: 12). بهذا الإعلان يختم الكتاب المقدس صفحات التاريخ البشري كما نعرفه، واضعًا نصب أعين المؤمنين رجاء حيًا في مجيء الرب يسوع المسيح . إن المجيء الثاني للمسيح، كما تعلّمه الكنيسة ليس فقط حدثًا مستقبليًا بل هو نبض الرجاء في قلب كل مسيحي، وانتظار يوم يتجلّى فيه العدل الإلهي وتكتمل فيه قصة الخلاص . إنه ذاك الذي “وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب” (فيلبي 2: 8)، والذي سيعود بسلطان المجد ليدين الارض بالعدل . لكن المسيح الذي ننتظره ديّانًا، هو نفسه يسوع المخلّص الرحيم، الذي فتح ذراعيه على الصليب للعالم بأسره.

وهنا يسأل البعض: ما مصير الذين لم يؤمنوا بالمسيح وهل يهلكون جميعًا؟ وهنا يجيب القديس يوستينوس الشهيد : “كل من عاش بحسب العقل هو مسيحي دون أن يعلم”. فالله الذي هو محبة لا يمكن أن يُقصي أحدًا ظل يطلبه بصدق قلب .وفي مكان أخر يوكد المجمع الفاتيكاني الثاني أن : “الذين يجهلون الإنجيل والكنيسة دون خطأ منهم ولكنهم يطلبون الله بقلب مستقيم، ويسعون أن يعملوا بمشيئته كما يعرّفهم بها ضميرهم، يمكنهم أن ينالوا الخلاص” (Lumen Gentium 16). لا مساومة على الحقيقة: “لا خلاص إلا بيسوع المسيح” (أعمال 4: 12). لكنه، في رحمته التي تفوق إدراكنا يستطيع أن يُشرق بنوره في قلوب من لم يعرفوه ظاهريًا.

وكما يقول القديس أغسطينوس: “كثيرون يبدو أنهم في الكنيسة وهم خارجها، وكثيرون خارجها وهم في قلب الله”.فالمسيحي مدعو ليكون “كالحارس الساهر” لا كمن يرتعد .فانتظار مجيء الرب لا يعني الترقب السلبي بل الشهادة النشطة . ونحن مدعوون “لنكون نور العالم” (متى 5: 14)، نحمل فينا بشرى المحبة والخلاص، ونبشّر بها ليس بالكلام فقط، بل بالرحمة والعدل والخدمة. في الاخير اصدقائي نحن لا نعرف مصير الآخرين لكننا نثق بحكمة الله وعدله. هو الذي مات لأجل الجميع وقام لأجل خلاص الجميع، ولن يهلك من يسعى إليه بقلب نقي . وننتظر مجيئه بثقة ونعمل أن يملك فينا منذ اليوم.“ماران أثا ” (1 كورنثوس 16: 22) هي تعبير آرامي استخدمه بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (16: 22)، وتُترجم عادة إلى: “أيها الرب، تعال!”وأصل العبارة:” ماران” تعني ربّنا أو سيّدنا.
نقولا ابو فيصل كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى