
خسر لبنان العبقري زياد الرحباني، فحزنت…وتسمرت أمام التلفاز وخشعت..
فيروز صامتة واجمة تعصرها المأساة..لمحت السيدة الاولى تمر والتأثر بادياً عليها ، كما كنت قد لمحتها في عرس نجل المصمم العالمي ايلي صعب بفستان رائعٍ …ولفتني في هذه المناسبة الأليمة الحضور الكثيف لبعض المطربين ، يمرون وكانهم من قادة الجيش العثماني او من علماء الذرة يحيط بهم حراسهم مخافة الاغتيال أو الاغتصاب فيخسر لبنان كبار رجالاته ومواهبهم التي لا تتجاوز حناجرهم صعودًا اما نزولاً فحدث ولا حرج..وبقي في ذهني مرور مطربة بخطواتها الذكورية وسط ستة حراس يجرون الذيل وراءها ، وتسألت لماذا هذه الحراسة المشددة، وايقنت ان المال ان كَثُر عند إنسان يتسلل إلى عقله فيتبخر ..
ومر ببالي ذكرى مزعجة حين التقيت صديقي الاستاذ الجامعي المتقاعد في بهو احدى المستشفيات الجامعية ببيروت، يسير بخطى ثقيلة في حالة ضياع ، يتفحص وجوه المارة والقلق يطل من وراء نظارتيه السميكة ..اقتربت منه فلم يبش لي ، نظر اليَّ مذهولاً ، شددت على يده علّه يستفيق من حالة الضياع التي هو فيها ، .. سألته عن سبب هذا الوجوم والقلق في تقاسيم وجهه ، فتلعثم قليلًا وقال لي بصوت خجول متردد ، ابنتي تشكو من ألم حاد في بطنها منذ الصباح ، فجئت بها إلى الطوارىء فقبل ان يلمسوها او يسألوني عن اسمها طلبوا ان اذهب إلى المحاسبة أولًا ،وكانت المفاجأة الأليمة عندما قدمت للموظفة بطاقتي الجامعية وبطاقة التأمين ، نظرت اليَّ الموظفة وهي تقلب البطاقة بيدها وأعادتها اليَّ قائلة: أوقفنا التعامل مع صندوق التعاضد الجامعي وطلبت مني ان اؤمن ٣ آلاف دولار لأجراء الفحوصات الضرورية فأحسست بدوار في رأسي وتذكرت لياليَّ الطوال في الدرس والتمحيص ، وكم حرمت نفسي من ملذات هذه الدنيا لأحصل على شهادة الدكتورة لتقيني من عوز الايام فكانت هذه النتيجة التعيسة ،سرقت مدخراتي وأصبح معاشي التقاعدي (شروى نقير) …، هونت عليه مشكلته فانفرجت أساريره بمرارة وعاد الهدوء إلى تقاسيم وجهه …
– [ ] وجاءت الفحوصات مطمئنة وتركني على ان نلتقي في الغد …
– [ ] ربما لا تجوز المقارنة بين اشاوس الطرب الرخيص وحراسهم والنخبة في بلدي ، بين بطر اولائك والفاقة عند هؤلاء …
– [x] كم اود ان لا أُفهم غلطًا عند نخبة من المطربين المثقفين التي أجّل وأحترم ، ولي في المحيط الفني أصدقاء كُثر …