أخبار محلية

المطران ابراهيم ترأس قداساً احتفالياً بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء: يا سيدة النجاة، كم يحتاج لبنان اليوم إلى نجاتك!

ترأس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران إبراهيم قداساً احتفالياً بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، عيد الأبرشية، وذلك في كاتدرائية سيدة النجاة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت ايلي معلوف، رؤساء الأديار والكهنة، بحضور حشد من المؤمنين تقدمهم مدير عام الأمانة العامة في رئاسة الجمهورية العميد ايلي مينا، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس سليم غزالي، نقيب المهن الطبية في لبنان البروفسور يوسف بخاش، وعدد كبير من الشخصيات.

في عظته، شدّد المطران إبراهيم على المعاني الإيمانية العميقة لعيد انتقال السيدة العذراء، داعياً المؤمنين إلى الاقتداء بفضائلها في الإيمان والطاعة والتواضع، ومما قال :
” في صباح هذا العيد العظيم، عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، يملأ الفرح والرجاء كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، هذه الكاتدرائية التي تحمل اسمها، وكأنها قلب المدينة النابض بالإيمان منذ أجيال. نقف اليوم أمام مريم، تلك التي ارتفعت من أرض البشر إلى مجد السماء، لا كمن تخلّت عنّا، بل كأمّ اقتربت أكثر، لتكون معنا في كل خطوة، وفي كل درب، وفي كل دمعة وفرحة.”
وتابع ” انتقال مريم هو انتصار النعمة على الموت، وغلبة الرجاء على الخوف. جسدها الطاهر، الذي حمل ابن الله، لم يعرف فساد القبر، بل عانق نور القيامة. وهي اليوم، من عليائها، ترفع عينيها نحو هذه المدينة، نحو بيوتها وأحيائها، نحو قلوبكم جميعًا، وكأنها تقول لكل واحد منكم: “لا تخافوا، فأنا معكم، كما كنت مع ابني حتى الصليب، وكما كنت مع التلاميذ في انتظار العنصرة”.
واضاف ” في هذا العيد، نتذكر أن مريم عاشت على هذه الأرض مثلنا، عرفت التعب، والدموع، والصمت، وانتظار المواعيد الإلهية. لم تُعطَ لها حياة خالية من الألم، بل قلب ممتلئ بالثقة بالله. لهذا، حين نرفع أنظارنا إليها اليوم، نحن لا نرى فقط ملكة متوّجة، بل نرى أمًّا تعرف وجع أولادها، تعرف هموم أمهاتنا، وتعب آبائنا، وقلق شبابنا، وتحديات أطفالنا.”
وتابع سيادته ” يا سيدة النجاة، كم تحتاج زحلة ولبنان اليوم إلى نجاتك! نجاة من اليأس الذي يحاول أن يتسلّل إلى قلوبنا، ومن الانقسام الذي يهدّد وحدتنا، ومن القسوة التي تحاول أن تُطفئ المحبة بيننا. نحن نأتي إليك كما أتى يوحنا الحبيب يوم سلّمه يسوع إليك على الصليب، لنسمعك تهمسين لكل واحد منا: “أنت ابني، أنت ابنتي، لن أتركك أبدًا”.
وختم سيادته” فلنخرج من هذا العيد ونحن نحمل حضور مريم في حياتنا اليومية، نعيش تواضعها، نقتدي بصبرها، ونثق بوعدها أن النصر الأخير هو للمحبة. وعندها، كما دخلت هي إلى مجد السماء، سندخل نحن أيضًا يومًا ما، لا وحدنا، بل معها، ومع كل من أحبوا الرب ولبّوا دعوته. عيد مبارك، وسيدة النجاة تحرسكم وتحرس هذه المدينة العزيزة.”
بعد القداس استقبل سيادته المهنئين في صالون الفرزل في مطرانية سيدة النجاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى