
في ظل انعقاد جلسة مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الخميس في قصر بعبدا، والمخصصة لاستكمال النقاش في البند الأول من جلسة الثلاثاء، والمتعلق بتطبيق البيان الوزاري لجهة بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية فقط، إضافة إلى الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، تتواصل المواقف السياسية حول الطرح المستجد المتعلق بسلاح “حزب الله”.
وفي هذا الإطار، يرى النائب بلال الحشيمي في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت” أن “ما جرى في جلسة الثلاثاء يُعدّ محطة بالغة الأهمية، إذ إنها المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع سلاح حزب الله بهذا الوضوح، وبهذا الشكل السريع، وبدعم من غالبية الوزراء”.
ويضيف: “نحن أصبحنا فعليًا بحاجة إلى اتخاذ قرار واضح بهذا الشأن، لأن الدولة شبه مشلولة، وكل شيء فيها معلّق، من الإصلاح إلى الإدارة، وسلاح حزب الله يُعدّ جزءًا أساسيًا من هذه المعضلة، ولا نقول إن المشكلة محصورة فقط بسلاح حزب الله، لكن من الواضح أنه عنصر لا يُستهان به من عناصر الانسداد السياسي والاقتصادي القائم، وبالتالي، فإن طرح هذا الموضوع لم يعد مجرّد موقف رمزي أو سياسي، بل تحوّل إلى ضرورة وطنية”.
وفي ما خصّ تعقيدات ملف السلاح، يوضح الحشيمي أن “الإشكالية لا تقتصر فقط على سلاح حزب الله دون غيره، لكن هذا السلاح هو الأكثر حضورًا وتأثيرًا على الساحة، ومع ذلك، لا يمكن إنكار وجود أطراف أخرى تملك السلاح أيضًا، كالفصائل الفلسطينية وبعض الميليشيات، التي يظهر سلاحها في الشوارع، كما رأينا مؤخرًا في الحمراء وغيرها، ما يستدعي مقاربة شاملة ومسؤولة لهذا الواقع”.
أما بشأن البيانين الصادرين عن “حزب الله” و”حركة أمل” الرافضين لقرار الحكومة بشأن بند حصرية السلاح، فيعلّق الحشيمي: “كان من المحرّمات سابقًا الحديث عن موضوع السلاح، وقد رأينا كيف أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تحاور مع حزب الله على مدى سبعة أشهر من دون الوصول إلى نتيجة، اليوم، القرار انتقل إلى الحكومة، التي بدورها اتخذت قرارًا واضحًا بتحويل هذا الملف إلى الجيش، ومن الطبيعي أن تصدر مواقف وبيانات اعتراض من الحزب والحركة، لكن لبنان لا يمكن أن يبقى أسير هذا الواقع، نحن منذ حرب الإسناد نعيش أزمات متراكمة، وحتى بعد انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، لم نلمس تغييرات جذرية، لم يعد هناك وقت للمماطلة، ويجب التحرك بسرعة”.
ويضيف: “العالم يتعامل اليوم مع سوريا الجديدة، والاستثمارات بدأت تتدفق إليها، بينما لبنان بات على الهامش، لا يمكن أن نواصل السير بهذه الطريقة، إما أن نعمل على بناء دولة فعلية أو نبقى في الدوامة نفسها”.
ويلفت الحشيمي إلى الذريعة القائمة حول دور سلاح حزب الله في مواجهة إسرائيل، مشيرًا إلى أن “هذا السلاح لم ينجح في ردع إسرائيل، التي ما زالت تحتل خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتنتهك السيادة الجوية وتقصف وتهجر وتدمّر، إذا كنا فعلًا معنيين بمواجهة إسرائيل، يجب أن نقف جميعًا خلف الدولة اللبنانية، ونتوحد حول قرار وطني واحد يمارس الضغط الدولي اللازم من أجل انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة”.
“ليبانون ديبايت”