أخبار محلية

بعد اقالته من مفوضية الأحرار في زحلة فارس شمعون يسأل رئيس الحزب: هل قرار إقالتي نابع منكم أم بأمر من معراب؟

بعد إقالته من مسؤولية مفوض حزب الوطنيين الأحرار في زحلة والبقاع ،  صدر عن المفوض السابق فارس شمعون البيان الآتي :

إلى رئيس حزب الوطنيين الأحرار،

بيانكم الأخير الّذي أعلنتم فيه “إقالتي” من مهامي كمفوّض زحلة والبقاع لا يساوي الحبر الذي كُتب به، ولا يحمل أي شرعيّة سياسية أو حزبية أو أخلاقية. هو مجرّد محاولة رخيصة للهروب من مسؤوليّتكم الكاملة عن فشل التحالفات وعن إذلال الحزب في زحلة، بعدما بعتم كرامته ومفوضيّته بثمنٍ بخس في بازار تحالفٍ هجين ومشبوه مع حزب “القوات اللبنانية”.

تزعمون أنني تصرّفت بشكلٍ فردي؟ كفى تضليلاً. كل خطوة تمّت في مسار دعم لائحة “رؤيا وقرار” كانت بعلم وموافقة ثلاثية منكم شخصيًا كرئيس حزب كميل دوري شمعون، وأمين الداخلية كميل جوزيف شمعون، وعضو المجلس السياسي كريم كميل شمعون. التنسيق كان مباشرًا، والتأييد واضحًا، وهمّكم الوحيد كان: “أوعا يزعلوا القوات”، أما همّي الوحيد فكان: “كرامة الحزب وزحلة فوق كل اعتبار”.

وإذا كنتم تعتقدون أن حزب “القوّات” في زحلة يعتبركم شركاء، فأقولها لكم بصراحة جارحة: “حضرة الرئيس، حزب القوات مش قاشعين حزبكم، ولا معتبرينكم رقم”. ومع ذلك، بعتم أنفسكم لهم.

ولماذا لم تُصدروا هذا “البيان البطولي” قبل الانتخابات؟ لماذا انتظرتم بعد صدور النتائج لتتبرّأوا من خيار أنتم شركاء فيه منذ لحظته الأولى؟ هذا وحده كافٍ لإدانتكم، ولإثبات أنكم لا تملكون الجرأة لمواجهة الحقيقة، بل تهربون وتبحثون عن كبش محرقة.

والسؤال الذي سيبقى مطروحًا أمام الجميع:
هل القرار بإقالتي هو قرار نابع منكم كرئيس حزب، أم أنّه أمرٌ صادر عن معراب؟
كونوا صادقين لمرة واحدة، وقولوا الحقيقة للناس بدلًا من الاحتماء خلف أوامر غير سيادية.

ولأنني أؤمن بالمكاشفة، أُعلمكم وأُعلم الرأي العام أنني قدّمت استقالتي من مفوضيّة زحلة ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، ورفضتموها في كل مرّة. لماذا؟ لأنكم تعرفون جيدًا أنني تحمّلت وحدي – طوال ثلاث سنوات ونصف – أكثر من ٩٠٪ من أعباء المفوضية والفرع على نفقتي الخاصة. لأن أقل واجباتكم الحزبية لم تؤمّنوا منها شيئًا. هل كنتم تتأملون دعمًا من طرف لا يعترف أصلاً بوجودكم؟ عيب.

أنا لم ولن أخن يوماً مبادئ فخامة الملك المؤسّس كميل نمر شمعون، ولن أكون شاهد زور على انهيار الحزب الذي أسّسه مناضلون أحرار، لا موظفون ينتظرون تعليماتهم من الغير.

من المُعيب والمُخزي أن يتمّ التخلّي عن مفوضيّة ناضلت وصمدت وتحمّلت وحدها الأعباء، مقابل تحالفات وهمية ورضى خارجي. من المُعيب أن يُرمى المناضلون على قارعة الطريق لأنهم لم يساوموا على كرامتهم.

دم شهداء الأحرار وأحرار زحلة ليسوا للبيع. أنا، فارس شمعون، لم أكن موظّفًا عند أحد، ولم أكن في يوم من الأيام تابعًا، ولن أكون شاهد زور.

نعم، أنا اليوم خارج الحزب بقراركم، لكنّي باقٍ في ضمير زحلة، وفي قلوب كل من لا يزال يؤمن أن “الوطنيين الأحرار” حزب كرامة لا حزب خنوع، وحزب رجالات لا مساومات.

وإلى كل المحازبين الأحرار في زحلة والبقاع، وإلى كل من وقف إلى جانبي في هذه المسيرة، أتوجّه إليكم بكل الوفاء والتقدير. أنتم الرصيد الحقيقي، أنتم من أعطيتم المعنى للنضال، وأنتم من تحفظون اسم الحزب بكرامتكم وتاريخكم ومواقفكم.

ختامًا، أقولها بوضوح: للثبات عنوان، وللرجال مواقف. وما هكذا تُكافأ النضالات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى