
البلد فوق صفيح ساخن لم يسبق ان دخل في هذه المصائب من قبل ، رغم عواصف الحروب المدمرة كان الوضع افضل بكثير مما نحن عليه .
صحيح اننا نقترب من فالق زلزالي اقليمي مسبباته كارثية ، هذا لا يعني ان نُغلق نافذة النور التي اوجدها العقل البشري ونستسلم ، لأن ذلك يُعتبر جبانة وضعف .
منظومة الدول الكبرى التي ترسم خارطة جديدة للعالم
امام هذا الواقع يطل على اللبنانيين يومياً ( طرابين الحبق ) من وزراء ونواب سابقين ورؤساء دكاكين حزبية أوجدتهم صدفة وخدعة ( المسار والمصير ) ومحللين سياسيين وإعلاميين من زمن الأنحطاط وأقلام مأجورة وألقاب باهتة حالفهم الحظ والظروف ليكونوا في هذه المواقع المزيفة !!
يومياً تزدحم الشاشات والمواقع الأخبارية الألكترونية ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية بتصاريح ومقابلات لهؤلاء ، حيث كم هائل من المعلومات السياسية المغلوطة والتحاليل المفبركة وسموم طائفية ومذهبية تهز بعض من الرأي العام بأخبار مضللة لا تمت للحقيقة بصلة ، وتساهم في احباط نفوس اللبنانيين مما يجعل الكثير من المواطنين يُفتشون عن مطار وجواز سفر وقارب للهروب !!
يُعاون هؤلاء في هذا السيناريو الباهت محطات تلفزيونية تستضيفهم لجذب المشاهد لسماع الخرافات التي يُطرب لها الكثير من عديمي الثقافة والأتزان الوطني .
كل واحد من هؤلاء له سماعة هاتف تحركه يومياً صباحاً ، ومنهم مصاب بمرض الغرور والعقد النفسية وحب الظهور وهذه امراض خبيثة يُصعب على الطب معالجتها .
وبعض هؤلاء خبراء في نبش القبور والتذكير بالمجازر وأيام لبنان السوداء ، وذلك لأثارة الفتن من جديد وتوعية اجيال جديدة على الكراهية والدمار !!
ومن يستمع الى هؤلاء يُخيل للعالم ان ( داحس والغبراء ) تتجدد في لبنان بعد عقود وقرون من الزمن !
وكأنه لا يكفينا المنجمين والسحرة والعرافين الكذبة الذين يلعبون بعقول صغار النفوس ومنحطي الثقافة المُعدمة !
لقد تحول بعض الإعلام الى منصات للخرافات السياسية والمهازل والكوميديا ، بعدما كان الإعلام اللبناني وجهة المصداقية والشفافية وصانع ثقافة الحياة وموئل الحرية الأول في الشرق وبيروت مطبعة العرب وقلم المناضلين الأوائل الذين اسقطوا ديكتاتوريات وفتنوا أنظمة !
كل محطة تستضيف من يحلو لها لشتم الفريق الآخر ، حتى دخلت الى المجتمع اللبناني مصطلحات رديئة غريبة عجيبة منها لغة ( الصرامي والدعارة والكلاب والنصابين وعبارات من العالم السفلي ) فيها رائحة الشتم والأفراط الخلقي الفاحش .
ليس غريباً ابداً !
حيث انسحب ذلك على الحفلات الغنائية وانحدار الفن عبر رعاع ( الطرب ) والفلتان الأجتماعي والمادي الذي زعزع القيم وأصالة الفن !
( طرابين الحبق )
أخرسوا وأقفلوا أفواهكم إذ كان هناك من يهابكم ويخاف السنتكم ويعرف انكم ( مدعومين ) ويستعمل معزوفة ( ابعد عن الشر وغنيلوا ) ولأن لا احد يستطيع مواجهتكم ووضع حد لكم ، ها انا وعلى السطوح وأمام ملايين المتابعين والقراء افضحكم يا نسل الأفاعي .
استعملوا ألسنتكم للجمع وليس للقسمة ، للتكاتف وليس لتأجيج الحطب المنطفئ وتذكير الناس بالحروب وأوراق التاريخ الأسود الذي طمرته أرواح الآف الشهداء ليحيا السلام من رأس الناقورة حتى النهر الكبير .
لبنان بحاجة الى متنورين صناع محبة رسل سلام اصحاب فكر وأبداع ، رجال يتحدون الموت من اجل الحياة .