أخبار محلية

لقاء المعايدة الميلادية للإكليروس في زحلة والبقاع

استضافت مطرانية زحلة المارونية يوم الثلاثاء 24 كانون الأول 2024، لقاء المعايدة الميلادية للإكليروس في زحلة والبقاع، بحضور الأساقفة ابراهيم مخايل ابراهيم، جوزف معوض، انطونيوس الصوري وبولس سفر وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والإكليركيين. وتخلل اللقاء صلوات وتراتيل.

معوض
المطران جوزف معوض القى كلمة رحب فيها بالحضور متمنياً للجميع اعياداً مباركة، وشدد على عيش المعاني الإيمانية لعيد الميلاد المجيد وقال :
” في هذه المناسبة لا بد من ان نتوقف عند المعاني الروحية لميلاد سيدنا يسوع المسيح. في هذا العيد نتأمل بصورة خاصة “بعمانوئيل” وهي الكلمة التي اوردها اشعيا في العهد القديم ومعناها الهنا معنا، ورددها متى في انجيله وهي التي تعبّر عن ماهية التجسد، اي ان الله اصبح معنا بعد ما اخذ الطبيعة البشرية بفعل الروح القدس من امنا مريم العذراء.
نتأمل بأن الله معنا دائماً بكل محبته ورحمته، وهذا يساعدنا ان نفهم اكثر هويتنا المسيحية وماهيّة ايماننا المسيحي الذي، انطلاقاً من هذا الشخص الذي هو معنا، لم يعد منظومة عقائدية بل اكثر من ذلك بكثير، لأن المنظومة العقائدية تقود الى المواقف القانونية التي من الممكن احياناً ان نكون فيها قريبون من الفريسيين الذين يفصلون انفسهم عن الآخرين، وفي مقابل المنظومة العقائدية المحض لدينا الحضور الشخصي المليء بالمحبة ويتجه نحو الآخر، الحضور الشخصي العلائقي لا يكتفي بالقانون انما يصل الى الصليب، لأنه بالصليب هو يضحي من اجل الآخر المختلف وحتى من اجل الآخر الخاطئ كما فعل السيد المسيح. فإيماننا المسيحي ليس مجرد منظومة عقائدية فقط، صحيح هناك عقائد يجب المحافظة عليها، والمحبة تقتضي المحافظة على العقيدة ولكن عندما نتأمل بـ ” الهنا معنا” نعرف ان هناك ما يتخطى العقيدة دون ان ينفيها، وهو الحضور المحب الذي يتجه الى الآخر.
ومن روحانية الميلاد نحن مدعوون ان ندخل مع بعضنا البعض في حوار دائم وان نظل محافظين على الوحدة، وهذه هي الشهادة التي نقدمها في قلب المجتمع الموجودون فيه. نحن مدعوون لكي ندعو المؤمنين للتأصل في ارضهم، لأنه عندما يفقد المؤمن ارضه يفقد الإنتماء الى بيئته ووطنه. في هذا العيد المبارك نشكر الرب على كل النعم الذي اعطانا اياها واسأل الرب ان يكون هذا الميلاد مناسبة لنجدد الشركة بيننا وبين الله ونجددها في ما بيننا.”
ابراهيم
وألقى المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كلمة قال فيها: ” كل عيد وانتم بخير. بعد الحرب المدمرة لبلدنا نشعر جميعاً بمشاعر جديدة في عيد الميلاد هذه السنة، وبمفهوم جديد هو ميلاد وطن من بين الأنقاض، من بين الخصامات والهموم والمشاكل والموت والدمار. لذلك نشعر ان الميلاد هو مجيء السلام والأمان، ولكن هل يا ترى هذا السلام والأمان يعني بالضرورة غياب الحرب وغياب المشاكل؟ الأهم هو السلام الداخلي والأمان الداخلي الذي لا يستطيع اي هم خارجي ان ينزعه او يسرقه منا.
عندما ننظر الى بعضنا نسأل من اين تأتي قوتنا؟ كيف نتابع مسيرة الخدمة؟ في النظر الى كل واحد منا نجد انه خلف الظاهر هناك جوهر مجروح، هناك محنة او ازمة او مشكلة، لا أحد منا مرتاح. واكيد انتم تعانون في مراكزكم، في رعاياكم ومدارسكم وجامعاتكم، في الرسالة الموكلة اليكم، لأنه من ضمن هذه الرسالة على ما يبدو،ان نكون دائماً، حتى في زمن الميلاد وفي زمن الفرح وفي زمن السلام، حاملين الصليب، هذا الصليب لا يستطيع احد منا التخلص منه، لكن يستطيع ان ينظر اليه بمفهوم جديد.”
واضاف ” نحن وانتم في عملنا الرسولي، يبدو احياناً الى الخارج، الظاهر غير الجوهر، فقد وصِف ابراهيم بالمجرم لأنه في النهاية سيقتل ابنه. في الظاهر ممكن ان نتعرض الى اقسى الإنتقادات وأقسى الأوصاف، والكاهن في رعيته يمكن ان يوصف بالمجنون او غير عادل او غير منصف او مادي، يفرق بين الناس وغيرها الكثير، اوصاف لا تنتهي، وحتى في الإدارات الكنسية والرسولية كمدير مدرسة او جامعة عليه ان يتعاطى مع آلاف الأهالي، هل جميعهم سيمدحونه؟ هل سيفهم الجميع ما هو الجوهر والرسالة الحقيقية في التعليم؟ بالتأكد لا. الذين يعملون مع الناس سيخضعون لحكم الناس. الناس الذين يرون ظاهركم سيحكمون على ظاهركم، والذين يستطيعون رؤية الجوهر، ولا ادري عددهم، سيحكمون على الجوهر.”
وختم ” في رسالتنا لن نتوقف عند احكام الناس بل سنتوقف عند حكم الله، الله كيف ينظر الينا، الله سلّمنا الأمانة والوديعة وهو الذي سيحاسبنا عليها في يوم الدين، والوديعة هي يسوع نفسه، هي الله الذي يعطينا ذاته لكي نكون بكل محدودياتنا حاملينه ومحافظين عليه، وسنؤدي الحساب في آخر المطاف عن الأمانة التي سٌلِّمنا اياها، هذه الأمانة اعطيت لكل واحد منا في رسالته، في المكان الذي هو موجود فيه، في رعيته، في مدرسته، في جامعته، في ادارته وفي المكان الذي يؤدي في رسالته.
اذا كان يريد رضى الناس سيكسب في الظاهر وسيرفض الجوهر، واذا كان يريد رضى الله سيخسر الكثير من الناس لكنه سيربح الله، وعلينا ان نختار. نحن لدينا كل الثقة بأن الضمير الكهنوتي الحي، والرهباني الحي لدى الرهبان والراهبات والكهنة هو المقياس الذي يجعلنا نختار الحق على الباطل ورضى الله على رضى الناس.”
الصوري
المتروبوليت الصوري في كلمته قال ” ميلاد مجيد للجميع بالخير والبركة والتجدد الروحي. هذا العيد يشدنا نحو التواضع الإلهي، كيف الإله الذي هو في السماوات والممجد وغير المحدود قبل ان يصير انساناً محدوداً يولد من فتاة بتول، يوضع في مزود حقير في مغارة، البهائم تقوم بتدفئته، بينما ملوك العالم يولدوا في القصور.
الإله الممجد قبل ان يتواضع، والتواضع هو هذه الرسالة الكبيرة، والفضيلة الكبيرة والصفة الإلهية التي بدونها لا تثبت فضيلة ولا يثبت جهاد روحي ولا ينمو اي انسان في معرفة الله. اليوم في هذا الزمن الذي يفتقد فيه العالم الى السلام، يولد الطفل الإلهي ليهب العالم السلام، ونحن كمسيحيين علينا ان نمجد الله ونظهر مجده وننشر فرحه وسلامه في هذا العالم.
في هذا الزمن نرفع الدعاء معكم جميعاً لكي يمنحنا الرب سلامه، تواضعه، محبته وفرحه لكي نكون حاملين لهذه الصفات الإلهية، وحتى تكون حياتنا بنعمة الله مشعّة حتى يمد الله بواسطتنا نعمته هذه الى كل من نعيش معهم والى عالمه فيتجدد الكون بولادة المسيح فينا وفي كل انسان”
سفر
المطران بولس سفر قال في كلمته :” ميلاد مجيد، اود ان اركز حديثي حول نقطتين :
النقطة الأولى هي الشهادة الذي يقدمها اكليروس زحلة، وهي شهادة مميزة جداً، سواء كمجلس اساقفة او ككهنة مع بعضنا البعض. الكثر ينظرون الينا من مناطق مختلفة نظرة اعجاب كيف نحن متحدون ومتضامنون وهذا امر يجب الحفاظ عليه وتقويته.
النقطة الثانية: مع اقتراب السنة الجديدة يكثر ظهور العرّافين والمنجمين وغيرهم، وهذا يلقي علينا واجب ان نحكي الحق الذي علمنا اياه يسوع، ونقول للعالم المستقبل بيد الرب، هو سيد التاريخ وسيد المستقبل وسيد الحياة. لا احد يقدر ان يملك على مستقبلنا ولا على حياتنا الا ربنا يسوع المسيح. لدينا الكثير من المسؤوليات في عظاتنا هذه الأيام ان نذكر الناس الا تستمع الى هؤلاء العرافين وان نؤكد ان الحقيقة وحدها هي في يسوع المسيح وان مستقبلنا في يده . كل عيد وانتم بألف خير.”
في نهاية اللقاء تبادل الحضور التهاني بميلاد السيد المسيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى