مقالات صحفية

“ابواق العبودية“ بقلم الدكتور أنطون حداد

عند كل مرور غمامة ماطرة في الصحراء ينبت العوسج والشوك ،كذلك في ارض خصبة ينبت الفطر ( بعضه نافع والبعض سام وقاتل) سريعا” ويستبشر اهل الخير، الحرث والزراعة خيرا” فإن تكرر غاب الفطر( وإن لم يتكرر كذلك) وانشقت مسام الارض تنبت المرعى والخير من قمح وغلال وتحضر لمواسم مثمرة .
والواقع الاجتماعي لا يحيد عن هذا المسار ومجتمعنا احد هذه المجتمعات التي تحولت كغيرها من مجتمعات الارض، تبدل مناخها نتيجة عوامل عدة نختصرها بالاثر البشري الهدام العابس بالطبيعة لاهثا” وراء الثروات والشهوات غير آبه بحاله واحوال مستقبل الاجيال ، كل قدر امكاناته ، وتأتي العواقب على قدر الارتكاب وكأن الطبيعة حاكم يراقب ويكافيء ويعاقب. ونضرب مثلا ما حصل في الولايات المتحدة والاعاصير التي ضربت تضرب ولاياتها بين الفينة والفينة، وما جرى من فياضانات في بعض المدن الاسبانية وخاصة فالنسيا المنكوبة، كما في انحاء عديدة من اوروبا عجزت الحكومات عن تدارك اثارها رغم جهوزية البنى التحتية العالية فيها التي لم تمنع الكوارث والاضرار وسقوط قتلى وتشريد الملايين من منازلهم . ومع كتابة هذه السطور تلتهم النيران الغابات والارزاق قريبا من ماليبو…
لكن الطبيعة غير مثالية الاداء والحكم وهذا طبيعي كون المثالية غير موجودة إلا في الفكر او الفكرة، والبشر وضعتها في اسمى مثلها وكل اعطاها اسما” او رمزا”، فجاء الحساب عادلا” في اماكن وغير عادل في اماكن اخرى( لم نذكر الجفاف وعوامل الطبيعة الاخرى) وما زالت البشرية رغم المخاطر والكوارت تعبث بالطبيعة وتحاول اصلاح العلة او الاحتياط لها دون العودة الى الاسباب المؤدية الى هذا الواقع وما زالت وستبقى تعيش هذه الدوامة ما حييت طالما لم تعالج الاسباب.
امطرت الدنيا في الشام وكان مطرها عاصفا” جدا” ومرت العاصفة سريعا” كما في اسبانيا فجرفت الامطار البيوت والسيارات واغرقت البشر والحجر بسيل خلال ايام تجاوز منسوب امطارها خلال ساعات ما يهطل في عام كامل فما استطاعت مجاري الانهار والبنى التحتية استيعاب الكميات الهائلة من المياه فكان ما كان شبيه الى حد ما لما حصل منذ بضع سنين في المملكة العربية السعودية حؤث تحولت الصحراء الى مستنقع تجرف مياه السيول الجسور والالات والارزاق بشكل فاق التصور وتجاوز كل حسابات المملكة والاسس التي تم اعتمادها في العمران والبنى التحتية .
توقفت السيول وبدأ المياه بالانحسار وبدأت تتكشف وتظهر فداحة الخسائر ليفرخ العوسج والشوكيات على عادة المشهد ليظهر بعض نضارة خضرته النادرة التي لا تكاد تخفي اشواكه وخطورة ملمسها وهي لا تصلح للاستخدام عادة الا لصنع المقشاة في زرائب البهائم وكأنها تقول للحكومات والمعنيين الذين جدوا وتكلفوا وشيدوا:” انا هنا”.
اذا” امطرت الدنيا على الشام( بشكل مختلف) نتيجة مكر ساسة ديار الاستعمار ودهاليز حكوماتها وسوء سلوكها ومخالفتها لنواميس الطبيعة سيولا” وجحافل من التكفيريين والجهلة والمأجورين وحثالة الاقوام مدعومين ببنية تحتية من فساد الزراع والبنائين الصغار نتيجة فساد السلطة التي بنيت وبنت على المحسوبية والفساد، وبقوة وسطوة الارث البنائي الهش المتكيء على الفكرة البعثية الفاسدة المواد الاولية والمتنافرة الخليط المستحيل امتزاج مواده العلمانية -العروبية – الاسلاموية، والصدئة حديد البنيان، الهش الاسس بسواعد مجبرة على العمل بالقوة لا بالاقناع فجاء عملها مبللا” بعرق الاكراه لا بفرح العطاء والبذل السخي.
انجلت العاصفة التي لم تبق ولم تزر وانهد البنيان على المشرفين والبنائين والعمال وذهب المال والرسمال ومن بقي من الاحياء خرج من تحت الركام مبللا” منهكا” مثقل الخطوات لا يعرف اين رمته السيول بعد ان تغيرت ملامح المشهد وبدأ عوسج الذقون الكاسيات بالظهور ويطغى بقوة على المشهد برمته
امطرت في الشام فمن المؤكد أو شبهه انها ستمطر في لبنان.كيف لا والبيئة واحدة رغم عبث ايدي الهدم في زرع الفواصل والحواجز.
امطرت في لبنان فأنبت العوسج متمثلا” في كاسية “شيخ معراب” من دون الخضرة كأنه يقول هذه اشواكي تستجوب وزير الداخلية متسائلة عن حقيقة :” تسلل بعض السوريين بمساعدة فلول حزب الله البائد…” ولا عيب في ان يطرح ابو الجعجع المعرابي ترشيحه لرئاسة الجمهورية الجهادية اللبنانية ( شرط الحفاظ على عوسجته على طولها) وقد رأينا فيه شبها” لتلك لدى ابي قتادة ووسادة وابي مصعب والشيشاني والافغاني وخلفه تنبت الفطريات السامة الخطرة على صحة العامة متمثلة بصعلوك “رامي” بسمومه وجهله القائل:” على الدولة ان تتحرك وتسحب التراخيص من الحزب السوري القومي وحزب الله…”. لهؤلاء نقول للعوسج والفطر يوم، اليوم امطرت فانتعشت وغدا” ستشمس وتذبل وإن الغد لقريب وفي افضل الحوال, كما سبق، معروفوا الوظيفة ووجهة الاستعمال. باللغة الواضحة وبالخط الواضح استفيقوا على واقعكم واحرصوا على درء غضب الطبيعة فإنها تحاسب من يخطيء التعاي معها .
للاول الاستهجان ( لا السؤال) : بأي عيون ترى وبأي عقل تحكم !!! والعقل العالمي من ملكة الشرور اميركا، الى ام الدسائس بريطانيا وشريكتها فرنسا، الى شر الشرور اسرائيل وملايينهم المحتلة فلسطين ابكاهم من ” ابدت” ( وانت مختبيء) بأوهامك بدل الدمع دما” وكيانا” ومستقبلا” وقدم لهم وثيقة وفاة كيانهم مسبقا” وعبثا” ينازعون،( رغم الجولة الرابحة مؤقتا” في شآم الشموخ الناهضة غدا” او بعد غد )، ومستقبلهم سيكون بين اسيادهم ( ولك ان ترافقهم )،إن رضيت الشعوب التي ايقظها عظيم العطاء والصمود والانتصار( ما زال منقوصا”) فانتفضت على حكامها وجنود صهيون، مع الاشارة انه عندما كانت لديك نسبة مما ملكت هذه القوة التي تحقد عليها واكبر عيوبها حسب خطابكم انها نزلت بقمصانها السوداء الى الشوارع ( في ابشع مظهر لها)، ما وفرت احدا”( اتحداك تذكر طائفة لم تقطع منها الرقاب وتسل الدماء معها حد الركب).
الكل يعرف الا انت،، وما فعلوه من قصف في سورية سوى اختلاق لانتصار بالضرب على ميت( من خرج من المعركة الحاسمة رغم عطاءاته الجلة ) .
ما سر نعمة الجهل والعمى لديك تنعم بها على نعيم المعرفة وركيكها وهو لا يعرف حقيقة الحزب السوري القومي الاجتماعي وأسسه لانه لم يسمع بالتاريخ ولا صفحاته وبالعلم وعلمائه ليعرف من هو الحزب السوري القومي الاجتماعي ولا بالمعلم بطرس البستاني (وقد نعذر قصور فكره) لكن ان لا تعرف الاديب الاصيل الريحاني الامين القائل:”ثلاثة لا تزول : سورية وارز لبنان والحزب السوري القومي الاجتماعي)، أو النبي جبران خليل جبران يوم تجلت مواهبه ونضج نبوغه قائلا:” أخي السوري … مات اهلي واهلكم ابيها السوريون…انا سوري مثلك” (إقرأ من خارج المجموعة )….وغيرهم كثر من اهل العقل والفكر لتهتدي الى حقيقة هذا الحزب.
لا لوم عليك وقدوتكم عوسج والكنيس الذي تنتمي اليه انكر اصله ويشوه الفكر باجتزائه والتاريخ بتحريفه وتزويره ويسير في مواكب جلادي وصالبي يسوع الناصري وباتو اتباع المسيح لا اتباع يسوع الناصري والفرق شاسع بينهما.
عند سماع كل نعيم ومدعي حكيم يحضر قول للكاتب الايطالي امبيرتو إيكو:” ان ادوات مثل فايس بوك وتويتر منحت حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلموا في البارات…دون أن يتسببوا بصرر للمجتمع وكان يتم اسكاتهم فورا”… اما الان فلهم الحق مثل…إنه غزو البلهاء” ونزيد المتعيشين المسترزقين الوصوليين.
واذا كنت صاحب موقع لم يطلك هذا القول فينطبق عليك وعلى امثالك ما قاله المعلم انطون سعاده:” ان الاقلام التي عملت طوال حياتها على تحطيم الحرية يب ان تحطم… فإن مأساة الحرية الكبرى ليست المحاكم ولا السجون ،انها اقلام ادعبودية في معارك الحربة” وينطبق على افواه العبودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى