نسي الورطة التي وقع أو أوقع نفسه فيها
بعيداً عن السياسة، بتنا نفتّش عن الأحداث التي تنبئ بلبنان الآتي الذي يستحقّه كلّ لبنانيّ مبدع ناجح ومثابر، وقصّة اليوم وصلت خيوطها إلى موقع mtv، وبعد الاستقصاء عنها وجدنا من الضروريّ عرضها لطرافتها ومعانيها.
بدأت أحداثها في شباط 2022، خلال حصّة للصف الثانويّ الثالث في ثانويّة القديس يوسف للراهبات الأنطونيات – زحلة، وبالتحديد خلال حصّة الفلسفة، عندما وزّع أستاذ المادّة المسابقات المصحّحة على الطلّاب وكان من بينهم من نال علامة 18 على عشرين، وتحديداً الطالبة إليسار غضبان من صفّ الاقتصاد والاجتماع، والطالبة كوين أبو أنطون من صفّ الآداب والإنسانيّات، وغيرهما من الطلّاب الذين نالوا آنذاك تلك العلامة، مثل جوي وشربل وإليسا ونور، وآخرين يتعذّر ذكرهم الآن. بعد التصفيق لمن نال تلك العلامات اللّافتة، وقع رهانٌ بين أستاذ المادّة وطلّابه، فحواه دعوة إلى عشاء في كازينو لبنان، لكلّ من ينال علامة 18 على عشرين وما فوق، في الامتحان الرسميّ للعام الدراسيّ الحاليّ، 2021-2022، وكان وعدٌ من الجميع بالالتزام.
بعد صدور النتائج الرسميّة، تلقى أستاذ المادّة الدكتور جورج حرب اتصالاً من طلابه يطالبونه بتنفيذ الشرط، كان قد نسي الورطة التي وقع أو أوقع نفسه فيها، وأتت حسابات البيدر مؤاتية لحقل طلّابٍ نالوا العلامة المنشودة. على الأثر، اتّصل د. حرب بكازينو لبنان وحجز طاولة له ولطالبتيه كوين أبو أنطون التي نالت تقريباً 19 على عشرين وإليسار غضبان التي نالت 18,5 على عشرين.
والبارحة، ليلة الاثنين، دخل الثلاثة المذكورون إلى كازينو لبنان، وبعد جولة فيه، صعدوا إلى الترّاس الصيفيّ، حيث المطعم، والذي يقع فوق خليج جونيه، ويطلّ على سيّدة حريصا وبيروت والطريق الساحليّ الذي يربط كسروان بالمتن وبيروت. قبل الجلوس، ومصادفةً، التقى د. حرب والملحقة الإعلاميّة لكازينو لبنان السيّدة رنى وهبي، التي تربطه بها صداقة، وبعد ترحيبها به وبضيفتيه، وخلال الحديث، أخبرها بالرّهان الذي جرى في شباط، وأنّه خسر هذا الرهان، وهو بصدد تسديده اليوم، ولم يخلُ الحديث من الطرافة وتأكيد أهميّة التربية التي هي وحدها لا تزال تبشّرنا بلبنان الثقافي المعافى الذي يحلم الجميع بعودته.
تابع خاسر الرّهان ورابحتاه عشاءهم، في جوّ فنيّ جميل أضفاه العازف بالبيانو على الحضور، الذين كانوا من مختلف الفئات والأعمار، والذين بقوا حتّى وقتٍ متأخّرٍ من اللّيل.
استأذن د. حرب مدعوّتيه، طالباً فاتورة الحساب، وما هي إلّا دقائق، حتى عاد الموظف بورقة تحمل العبارات الآتية: “د. حرب، الرّهان الوحيد الذي لا يخسر هو الرهان على الكفاءات، تسرّنا دعوتك وطالبتيك الليلة على حساب الكازينو، آملين منك المتابعة في رهاناتك، فكازينو لبنان يكبر بالمبدعين. المدير العام لكازينو لبنان رولان خوري”.