افتتحت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا اليوم مشروع اعادة تأهيل محطة رشميا للطاقة الكهرمائية الذي سيضيء 17 بلدة وقرية في عاليه والشوف بمعدل 8 ساعت يومياً فور انتهاء التأهيل، وذلك ضمن مجموعة أولى من مشاريع الطاقة المتجددة والمبتكرة المتاحة للجميع (INARA)الذي تبلغ قيمته 30 مليون دولار اميركي. وتمّ هذا الحدث بحضور مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان ماري إيلين ديفيت، وممثل وزير الطاقة خالد نخلة والنواب أكرم شهيب، فريد البستاني، راجي السعد، نزيه متى، مارك ضو، نجاة عون صليبا، سيزار ابي خليل وغسان عطالله، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، رئيس بلدية رشميا منصور مبارك، ورؤساء بلديات القرى المجاورة ومدير معمل رشميا روجيه منذر.
بعد النشيدين اللبناني والاميركي، كانت كلمة لرئيس بلدية رشميا منصور مبارك رحّب فيها بالحاضرين وقال “نلتقي اليوم في هذا الوادي الخلاب الفاصل بين قضاءي الشوف وعاليه، لا لإحياء ماضٍ زاهر واستذكار حقبة مجيدة، بل لإحياء أمل ورجاء في مستقبل أفضل لهذه المنطقة العزيزة. إعادة معمل كهرباء رشميا المائي الى الخدمة، وإن تأخرت بعض الوقت، تبقى من ضرورات التنمية المستدامة للمنطقة”. واضاف “مشروع “إنارة”، هذه المبادرة المشكورة، المموّلة من US AID بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان، هي وميض مشعّ في ظلمة واقعنا الأليم. لكننا نأمل أن يتحوّل إشعاعاً ونوراً دائمين على كامل أرجاء الوطن”.
وقالت السفيرة شيا في كلمتها: “إنني متحمسة للغاية لوجودي معكم اليوم للإعلان عن أول نشاط” لإضاءة لبنان” في إطار مشروع إنارة الذي تبلغ تكلفته 30 مليون دولار. من خلال هذا المشروع، سنكون قادرين على إعادة تنشيط محطة رشميا للطاقة الكهرمائية في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، واشارت إلى “أن قرار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإصلاح المحطة وقناة المياه (penstock) إستند إلى مرحلة من البحث الحثيث تم إنجازه هذا العام على مدى ستة أشهر لدرس الجدوى التقنية والقانونية والمالية لمشاريع الطاقة المتجددة في جميع أنحاء لبنان… ويسعدني أيضًا أن أعلن أن INARA توجّه دعوة لمجموعات من البلديات للتقدم بطلب للحصول على أنظمة الطاقة الشمسية”.
وقال المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان “إن المؤسسة كانت أطلقت مناقصة عام 2017 لتلزيم مشروع تأهيل هذا المعمل وتجهيزه بوحدة انتاج جديدة وتمّ إرساء الصفقة الناتجة عن المناقصة عام 2019 ولكن لم يبدأ تنفيذه نظراً للازمة المالية والنقدية التي عصفت بلبنان”. وأعلن “أن هذا المشروع البيئي الحيوي لانتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة سيساهم بزيادة القدرة الكهربائية على الشبكة بحدود 13 ميغاواط وذلك بكلفة انتاج متدنية نسبياً، كما سيزيد من عمر المعمل لسنين طويلة لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد عموماً ومؤسسة كهرباء لبنان خصوصاً”.
من ناحيته، رأى ممثل وزير الطاقة “أن هذا المشروع يبرهن مرة جديدة أن مشكلة الكهرباء في لبنان هي مشكلة تمويل لا غير، فالخطط موجودة والدراسات منجزة والمناقصات رسيت ، لكن المشاريع بدأت وتوقفت وبعضها الآخر ينتظر التمويل، فلنتعاون جميعاً على ذلك”.
واختتم الحفل بشرح من مشروع INARA لكلفة تأهيل المعمل التي تقدّر بحوالى 5 ملايين دولار وحول استفادة المجتمعات الموصولة بمنشأة رشميا من الكهرباء في شتاء 2022-2023، بمجرد اكتمال المرحلة الأولى من مشروع إصلاح قناة المياه الرئيسية المتضررة. وجال الحاضرون على أرجاء المعمل الذي بدأ إنشاؤه في عهد الانتداب الفرنسي عام 1928 ووضع في الخدمة عام 1932