الإفطار الرمضاني الشهير الذي جمع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، مع زعيم تيّار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، ورئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، في نيسان الماضي، كان الطبق الرئيسي فيه، الإستحقاق الرئاسي في تشرين الاول المقبل. ورُصِدت نقطة التحوّل الأولى في العلاقة الثنائية، بين باسيل وفرنجية من خلال الافطار قيل حينها، انّ هناك صفقة قد تمت، مفادها؛ انّ فرنجية “سيحّل ضيفاً” لمدة ست سنوات على قصر بعبدا في حال جاء حساب الحقل وفق حساب البيدر.
لكنّ الاحوال تغيرت، ولا طبق أشهى من رئاسة الجمهورية في ظلّ معطيات تفرض نفسها، وأوّلها قناعة باسيل أنّ كل الجهود لإيصال فرنجية إلى بعبدا يمكن أن تُوظّف لكي تصبّ في مصلحته على الرغم من العقوبات الأميركية التي يراها أنّها سياسية.
هذا ما أكّده، في حديثه الى محطة “المنار” ليل الجمعة، مبرراً عدم تأييد فرنجية لرئاسة الجمهورية، بحيث قال انّ هناك فرق بين شخص عنده نائب واحد وآخر عنده 20 نائباً، الامر الذي وصفه مصدر مطلع، على انّه رسالة من حزب الله الى فرنجيّة عبر قناته الإعلامية، بعدم التخلي عن فرصة باسيل للجلوس على كرسي بعبدا، وبالتالي محاولة اطفاء محركات فرنجية الـturbo، ليلعب لعبة جديدة في السباق الرئاسي.
أكثر من ذلك، أشار المصدر إلى أنّ باسيل يُفعّل قنوات التواصل مع المسؤولين في سوريا، على خلفيّة كسر بعض الدول الخليجية والغربية الجليد مع نظام الرئيس بشار الأسد، مقدّماً في الوقت عينه سيرته الذاتية للعديد من المؤسسات الخارجية، كان اخرها جولته الاوروبية الى هنغاريا وفرنسا، التي يؤكد المصدر أنّ هذه الزيارات ستُستكمل الى بلدانٍ أُخرى.
لكنّ الاهّم من كل ذلك، من هو مرشح “حزب الله” “المكتوم القيد السياسي” حتى الآن والذي قد لن يعلن عنه حزب الله الا في اللحظة الأخيرة؟ هل هو باسيل؟!
ثمة مؤشرات تدل الى انّ الحزب أعطى الأولوية لدعم باسيل على حساب حلفائه الآخرين إلى حدٍّ، أنّهُ أوصل بعضهم إلى خسارة مقعده، لكي يحظى الآخير على كتلة وازنة لتشكل له غطاء مسيحياً وازناً.