كرر امين سرّ تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان مناشدة “الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري تقديم مبادرات متككرة لانه المعني الاول بطرح التشكيلة ولرئيس الجمهورية الحق بمناقشة هذه التشكيلة بكاملها “.
واذ اعتبر كنعان في حديث عبر فايسبوك “النهار” ان “من دون اتفاق على مضمون عمل الحكومة لا ثقة”، شدد على أن “الحكومة مطلوبة امس قبل اليوم وفق المبادرة الفرنسية التي لم تسقط واحترام الدستور، والتأخير سيأخذنا الى انعكسات سلبية، لان الفراغ عدو الاستقرار. من هنا، فالاتفاقات مطلوبة على كيفية مقاربة الملفات الاساسية للحكومة، وهي التدقيق الجنائي والخطة المالية ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والموازنة، والاً تتحوّل الحكومة الى حكومة متاريس وتناقضات”.
ورداً على سؤال عن امكانية الوصول الى حلول على رغم التصعيد الحاصل اجاب كنعان “التجربة علمتنا ان التصعيد يؤدي في احيان كثيرة الى انتاج حلّ. من هنا، فقراءتي للملف الحكومي تشير الى امكانية وجود احتمال لانفراج ممكن”.
وعن مواقف البطريرك الراعي قال كنعان “بكركي لا تخوّن وموقف البطريرك الراعي اكثر من جرس انذار وتحذير في ضوء التخوّف الكبير من عدم انتاج حلّ وان يؤدي الفراغ الى ما لا تحمد عقباه في ضوء التفكك الكامل للمؤسسات بدءاً بالموضوع المالي والاقتصادي الى الحكومة والقضاء والامن”.
واذ اعتبر كنعان أن”الجميع مسؤول عن انتاج حالة تنقذ لبنان اذا لم نرغب في الوقوع في التدويل”، لفت الى أن “المبادرة الفرنسية لم تسقط والاّ لما كنا نشهد المتابعة الحاصلة من قبل الرئيس الفرنسي واتصالاته على الرغم من ان التمييع أخذ الكثير من اندفاعها”.
اضاف كنعان “لا يجب دك اعمدة الوطن من بكركي الى الجيش ورئاسة الجمهورية وتدميرها والقول في الوقت عينه نريد بناء البلد. واليوم، هناك تخوف على الكيان، خصوصاً اذا استمرينا في وضع بلا معايير، يمكن ان يفتح الباب على كل الاحتمالات”.
وعن المسار القضائي لانفجار المرفأ قال كنعان “من حق اللبنانيين ان يعرفوا كيف انفجرت بيروت في الرابع من آب. فابعدوا عنا كأس القضاء الدولي من خلال قيام القضاء بما هو مطلوب منه والاجابة على التساؤلات المطروحة وصولاً الى المحاسبة”.
وفي الملف المالي قال كنعان ” بداية استغرب سؤال الرئيس فؤاد السنيورة عن التدقيق المالي البرلماني وربما نسي اننا بدأنا مساراً اصلاحياً رقابياً في لجنة المال والموازنة منذ العام 2010، ورفضنا اي تسوية على حسابات الدولة، وكانت نتيجته اعادة تكوين الحسابات المالية التي باتت لدى ديوان المحاسبة، واظهر تقرير وزارة المال في شأنها وجود 27 مليار دولار مجهولة المصير ما يشكل ادانة لكل الفترة السابقة التي كان السنيورة جزءاً منها. ومعرفة اين ذهبت الاموال، يتطلب أن يقوم ديوان المحاسبة بواجباته بانجاز التدقيق بالحسابات المالية وان لا تبقى الحقائق مدفونة. والمحاسبة تكون من خلال محكمة خاصة بالجرائم المالية مستقلة ومنتخبة تقوم بمهامها وفق اقتراح القانون المقدّم منذ العام 2013 من قبل العماد ميشال عون. والاّ فسنكون مجبرين امام المماطلة والمراوحة على التوجّه الى القضاء الدولي”.
وأكد كنعان أننا “مع اصلاح
القطاع المصرفي واعادة هيكلته وتغيير السياسة المصرفية والنقدية التي سادت وعدم استعمال اموال المودعين لتمويل الدولة المفلسة بل الضغط على الدولة لاصلاح وضعها”، وقال “للمودع اللبناني حقوق في الكابيتال كونترول ونحن نتابع بحث القانون في المجلس النيابي. والاستثناءات مطلوبة لاولياء الطلاب والحالات الطبية وللدعم. وفي الوقت عينه، على المصارف ان لا تتأمل الحصول على كابيتال كونترول لحماية موقفها”.
وعن الانتخابات الفرعية قال كنعان ” لقد عارضنا كل التمديدات وجاهزون لخوص الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي والانتخابات تحدد حجم القوى ونحترم نتائجها”.
وعلى صعيد الكورونا، أكد كنعان أن “استيراد القطاع الخاص للقاح ضروري وبقدر ما نؤمن لقاحات بقدر ما نحمي المجتمع ونخفف من الوفيات المؤلمة، ونوقف آلة الموت” وقال “انا مع احترام الاولويات وعلى المسؤول ان يكون قدوة في هذا السياق، وفي الوقت عينه، يجب الاخذ بالاعتبار كل القطاعات التي تكون عرضة للتماس مع الناس، في سياق تنظيم العمل”.
ورداً على سؤال اعتبر كنعان أن “تجهيز المستشفيات الحكومية من اهم الاعمال الذي يجب ان تقوم بها الدولة، ومن واجباتها تجاه ناسها تجهيز المدارس الرسمية والنقل المشترك الرسمي. وما قمنا به في مستشفى ضهر الباشق الحكومي اتى على خلفية ضرورة تأمين الاعتمادات اللازمة لتجهيز المستشفى ودعمه لتقديم الخدمة الاستشفائية والطبابة للمواطن في مواجهة جائحة الكورونا. وفي هذا السياق، فقد كانت ادارة المستشفى سباقة في المبادرة لطلب المساعدة، والتعاون كان مثمراً مع وزير الصحة ورئيس مجلس ادارتها الدكتور روجيه حاموش. وكان فخامة رئيس الجمهورية قد فتح الباب في آذار الماضي لتأمين الاعتمادات اللازمة لتمويل المتطلبات. واليوم بنتيجة هذا المسار، بات هناك 34 سريرا للعناية الفائقة بكامل التجهيزات المتطورة ما سمح بعلاج 500 مريض في ظل هذه الجائحة. ولولا المستشفى الحكومي في المتن الشمالي لكان الوضع سيئاً بالطبع”.
وعن العلاقة بين التيار والقوات قال كنعان “الموضوع المسيحي استراتيجي بالنسبة لي، وعلى رغم العلاقة السيئة الناتجة عن انعدام الثقة بين الحزبين، يلتقيان على امور استراتيجية، وهو ما انتجته المصالحة المسيحية”.