ثقافة ومجتمع

البابا فرنسيس يتوجه إلى لبنان قريبا؟

تناولت الصحف الإيطالية في اليومين الماضيين إصرار أب الكنيسة الكاثوليكية على الذهاب الى العراق، من الخامس من آذار المقبل حتى الثامن منه.

وعلق الكاتب البرتو نيغري على الموضوع، في حديث الى “الوكالة الوطنية للإعلام” فقال: “منذ سقوط حائط برلين سقطت معه الإيديولوجيات الشيوعية والرأسمالية في آن واحد وسقطت القيم بكل معانيها. الدول تفكر فقط في مصالحها ومن أجل ذلك تخوض الحروب وتجوع البشر. أما بالنسبة للفاتيكان فلم يتغير شيء فللكرسي الرسولي ثوابته ولم يتخل عن أي منها بخاصة في ما يتعلق بالفقر في العالم ووقف الحروب والتسامح بين البشر”. لذلك، نرى الصحف اليوم تتحدث عن مصالح الدول وتتحدث أيضا عن سياسة خارجية وأخلاق لدى الكرسي الرسولي”.

وأشار عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، خلال حديث الى موقع “فاتيكان نيوز”، الى أن “الاستعدادات النهائية لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق من الخامس وحتى الثامن من شهر آذار المقبل على قدم وساق”. وقال: “يذهب الحبر الأعظم إلى بلد جرحته الحروب وأعمال العنف حيث سيلتقي بالأقلية المسيحية وممثلي الديانات الأخرى”.

وقال: “إن العراق بأسره ينتظر بفرح زيارة البابا فرنسيس، الذي سيحمل الى هذا الشعب والكنيسة الكاثوليكية والى جميع العراقيين إعلان تعزية وسلام وإعجاب لكل ما عانوه. وهذه الرسالة موجهة بشكل خاص للمسيحيين والكاثوليك وجميع الذين قدموا الشهادة لإيمانهم وصولا إلى إراقة الدماء، وللأساقفة والرعاة الذين بقوا مع المؤمنين ولم يذهبوا خلال هذه الحرب والعنف والانتهاكات والقصف والاضطهاد. لقد بقوا في خدمة المؤمنين، ولذلك ستكون هذه الزيارة زيارة فرح وتعزية ومشاركة وصداقة للكنيسة الكاثوليكية جمعاء تجاه هذا الشعب، مسيحيين وغير مسيحيين”.

وعما إذا كانت هذه الزيارة تجسد الجوانب الموجودة في وثيقة الأخوة الإنسانية قال ساندري: “بالتأكيد، وأعتقد أن الأمر يشبه اتخاذ خطوة ملموسة للانتقال من الأقوال إلى الأفعال. وبالتالي يمكن أن تكون أكثر واقعية إذا ذهب البابا في أقرب وقت، كما قال، إلى لبنان، البلد الذي حدده القديس يوحنا بولس الثاني بانه “البلد الرسالة” أو كما وصفه البابا بندكتس السادس عشر بـ “دولة المختبر”، لأن القدرة على العيش والعمل معا على رغم انتمائنا إلى ديانات مختلفة هي رسالة سلام. ومن ثم هو مختبر، لأن كل هذه النظريات حول القدرة على بناء عالم جديد لا يمكن تحقيقها إلا، وهذا هو الاختلاف الكبير، في الحياة اليومية الواقعية. فالمسيحيون، وهم أقلية، يعيشون معا كل يوم مع الأغلبية، أي المسلمين، وعليهم أن يعيشوا باحترام، وفي حقيقة هويتهم، كونهم جميعا أبناء ومواطنين في البلد الذي يعيشون فيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى