مستقل إلا عن حق…شعار جان عبيد الانتخابي الذي مارسه داخل وخارج الندوة النيابية، فهو مع الحق دائماً في التعاطي مع الناس والاهل والاصدقاء والمحبين، ومع حق اللبناني بالعيش بكرامة على كل شبر من ارض الوطن.
جان عبيد الصحفي ومن ثم الوزير والنائب ما حاد يوماً عن ديبلوماسيته الرصينة وعن انتقائه للكلمة المعبرة التي ان جرحت لا تسيل الدماء وان اوجعت لكنها لا تهين ولا تفسد للود قضية.
جان عبيد السياسي القريب جداً من الصحافيين يحرص على تمتين روابط هذا القرب هو الآتي الى السياسة من مهنة البحث عن المتاعب وقد بقي وفيا لهذه المهنة حتى لحظة وفاته بالفيروس اللعين الذي انهك جسده على مدى ايام ليست بقليلة، فيروس تمكن من الفتك به هو الذي تخطى كل فيروسات السياسة اللبنانية ومضاعفاتها وكافح للصمود في وجه بكتيريا الخلافات التي تغلغلت في الجسد اللبناني محافظا على قناعاته الوطنية وصداقاته التاريخية وعلى شعرة معاوية التي تربطه حتى مع من يختلف معهم بقناعاته السياسية.
جان عبيد عرفته منذ امتشقت الصحافة مهنة ورسالة واحببته واحترمته كرجل انساني مثقف يحفظ القرآن والانجيل عن ظهر قلب يحب طرابلس ويخاف على اهلها كما يعشق زغرتا التي ينتمي اليها هوية والتي ابتعد عن خوض المعارك الانتخابية في زواريبها، احببته واحترمته انسان دمث الاخلاق، متواضع ومحب.
سنوياً جان عبيد كان يولم على شرف الصحافيين، الاكل زغرتاوي والتحلية طرابلسية والطبق الاساسي سياسي بامتياز ومكوناته خوف على البلد وعلى تنوعه وتمايزه وتشديد على التمسك بهويتنا العربية فيما البوصلة فلسطين.
جان عبيد سنفتقدك جداً جداً في عالم السياسة التي ارسيت نموذجاً مختلفاً لتعاطيها، وسنفتقدك في عالم الصحافة صديقاً حاضراً في كل مناسباتنا، وسأفتقدك صديقاً وقف الى جانبي في العديد من محطات حياتي.
رحمك الله وبئس هذا الفيروس اللعين الذي لا يرحم.
المصدر موقع “سفير الشمال”