مقالات صحفية

سعد الياس : دولة MTV» تحلّ مكان الدولة اللبنانية وتجمع 16 مليون دولار لدعم المشافي لمواجهة «كورونا»

بينما يستمر الالتزام بالحجر المنزلي في معظم المناطق اللبنانية بناء لحالة التعبئة العامة وحظر التجوال الذاتي، اقفلت بلديات مداخل عديدة لبلداتها، في وقت تخوّف البعض من الاستهتار الجاري في بعض المناطق حيث بدا الازدحام ملحوظاً في ظل عدم اتخاذ أي تدابير وقائية.

وارتفع عدد الحالات المصابة بكورونا في لبنان الى 256 بزيادة 8 حالات، بينها قبل يومين، كما أعلن عن إصابة الوزير السابق محمد الصفدي الذي يعالج في مستشفى سيدة المعونات في جبيل، في وقت أعلنت زوجته الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي الحجر التلقائي لمدة 14 يوماً.
وفي الجنوب سُجلت أول أصابة في قوات اليونيفيل بحسب ما أعلن الناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي الذي أوضح «أن الفحوصات أظهرت أن جندياً من قوات حفظ السلام مصاب بفيروس كورونا»، وتمّ عزله بشكل كامل.
تزامناً، رأى وزير الصحة حمد حسن «أن الحكومة تُدير الأزمة بكل جدّية»، واعتبر «أن ازدياد عدد الحالات الإيجابية من المخالطين مؤشر جيد، ووجود أقل نسبة من الحالات المجهولة المصدر يدلّ على العمل بطريقة صحيحة». وأضاف أن «شغور 80 سريراّ من أصل 160 في مستشفى رفيق الحريري يعني أن الوضع صحياً ووبائياً تحت السيطرة».
وفي إطار الإجراءات الترقّبية لتفاقم المشكلة في المستلزمات الطبية، أعلن النائب نعمة افرام «إنجاز نموذج أول لجهاز تنفّس بالمواصفات الطبية اللازمة لمواجهة كورونا في «مجموعة اندفكو» خلال أيام». وقال «سننطلق في مرحلة إنتاج نحو 500 جهاز بعد الانتهاء من التجارب، كذلك لدينا القدرة على انتاج غرف عزل وغرف عناية فائقة وعمليات جاهزة ومصنّعة مسبقاً في حال دعت الحاجة».
في غضون ذلك، وفي مبادرة من برنامج «صار الوقت « الذي يقدّمه الاعلامي مارسيل غانم على قناة MTV تمّ جمع مبلغ 25 مليار ليرة لبنانية، أي ما يوازي حوالى 16 مليون دولار على سعر الصرف الرسمي، لدعم مستشفى رفيق الحريري والصليب الأحمر اللبناني وعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في المناطق لمواجهة تحدي وباء كورونا، بعدما كانت القناة أول من أطلق حالة الطوارئ، وهو ما استدعى رفضاً من «حزب الله».
وبرز بين السياسيين المتبرّعين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قدّم 500 ألف دولار لمستشفى رفيق الحريري و100 ألف دولار للصليب الأحمر، فيما قدّم النائب نهاد المشنوق مليون دولار لتأهيل سجون وتأمين المستلزمات لها وقاية من الفيروس.
وامتدّت حملة MTV يومي الخميس والأحد، ولقيت تأييد العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا أن اللبناني عندما يثق بذهاب أمواله الى الجهة المحددة وليس الى الجيوب لا يبخل بأي تقديمات، خلافاً لما يتم مع الدولة اللبنانية التي ينخرها الفساد.
وأطلق مسؤول الاعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى على القناة لقب «دولة الـ MTV اللبنانية»، ورأى ناشطون «أن مارسيل غانم اذا استمر بالتيليتون قد يكون قادراً على سداد الدين العام».
ومن الذين اتصلوا وتبرّعوا الفنانات هيفا وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومايا دياب وميريام فارس والفنان رامي عيّاش، وعدد من المصارف اللبنانية كبنك عودة والموارد وسوسيته جنرال والاعتماد اللبناني وفيرست ناشيونال والاعتماد المصرفي، وعدد من المؤسسات الخاصة ورجال الاعمال وسيدة فلسطينية أفيد أنها تبرّعت بمبلغ مليون دولار من دون أن تريد ذكر اسمها، اضافة الى مؤسسة بدر الخرافي.
وفيما حيّت النائبة رولا الطبش ما وصفته «العمل المسؤول والانساني في آن» الذي قامت به المحطة ، بحيث «حلّت محل الدولة في تجييش الناس على المساعدة «، فإن النائب جميل السيّد الذي هو على خصومة مزمنة مع القناة سخر من الخطوة ومن التبرّعات بتغريدة جاء فيها «حاول الشاعر المتنبي الهروب من كافور حاكم مصر ‏فحجزه حتى لا يهجوه ثم استطاع المتنبي الهروب وقال في كافور: (جوعان يأكل من زادي ويطعمني)، هكذا يتبرع لصوص الدولة لحملة الكورونا، سياسيون وأزلام ومتعهدون، نهبوا مالكم بالجرافة ويتبرعون من جيبتكم بالقطارة ويتوقعون منكم أن تشكروهم». وكان إعلاميون انقسموا بين مؤيد ومنتقد للخطوة، ولوحظ أن مراسلين في قناة «الجديد» كانوا في طليعة المنتقدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى