وليد جنبلاط ليس مدير هيئة لحل الخلافات الزوجية والعائلية والمخالفات..

بقلم غريس الهبر بحمدون

قلة الاخلاق اضحت كثيرة.. الحقد بات اكثر.. ربما يدفعنا البعض للابتعاد عن التهذيب عندما يتحدثون بقلة تهذيب مضافا اليه اللامنطق…
منذ ١٧ تشرين التي اشك في نظافة انطلاق شراراتها، وتحديدا انها تلت اجتماع ال ٧ ساعات بين حسن نصرالله وجبران باسيل، وكانت اهدافها مغايرة لما حصل، اذ انقلب السحر على الساحر واشتعلت الثورة، ومنذ ذاك اليوم تنهال الاتهامات عن سرقة وليد جنبلاط للمال العام بشعارات مختلفة واساليب شتى.. مثلا: الشعار المتعدد الاوجه، كلن يعني كلن، الدعاية السوداء لمن يسمي نفسه صحفي حسن مقلد الذي لم يقدم إربة ورقة واحدة كدليل على كلامه، الخ..
اليوم، بعدما تبرع وليد جنبلاط عبر صار الوقت بالمال لمستشفى رفيق الحريري والصليب الاحمر انهالت التعليقات المسيئة..
ربما لن يكون لكلامي اي صدقية عند هؤلاء الثورجيون الجدد لان شعارهم الترويجي كلن يعني كلن يمنعهم.. هؤلاء الذين اختفوا منذ انتشار الكورونا، بحيث مهمتهم الاساسية تلقى اليوم بديل، الا وهو الكورونا.. وربما لن يكون لكلامي صدقية عند الحاقدين التاريخيين او المتلونيين او المستجدين لان الحاقد لا يتبصر ولا يفكر ..
وايضا متأكدة اننا سنسمع كلام الاستهزاء من ابناء البيئة التي ينتمي اليها الحزب ولاسباب عدة.. لهؤلاء يمكن ان نقول، انتم ماذا فعلتم؟
اما انتظرتموه ليؤمن لكم وظيفة.. فهل بادرتم بأي شي من اجل انفسكم اولا باي وسيلة..
اما انه لم يتدخل في اخراج احدهم لتورطه في قضية مخدرات او قتل او…
اما انه لم يتدخل في حل قضية طلاق لمصلحتكم..
اما انه لم يتدخل لنقل احدهم من خدمة في مكان ما الى اخر..
اما ان احد من اخصامه امن له عمل او دفع قسط ابنه او ابنته في المدرسة او الجامعة، على ان ينتسب لحزبه او تياره..
نسيوا ان وليد جنبلاط ليس مدير جمعية خيرية..
وليد جنبلاط ليس صاحب مكتب وظائف..
وليد جنبلاط ليس مدير هيئة لحل الخلافات الزوجية والعائلية والمخالفات..
اخيرا، لكل الحاقدين على شخصه منذ مرحلة الحرب الاهلية، او لمواقفه السياسية المخالفة لهم، واتتهم الفرصة لافراغ الخبث والضغينة من دواخلهم.. اسأل، ماذا فعل ميشال عون لكم قبل ان يصبح رئيس، ماذا فعل في الاموال التي جمعتموها في القجج واوصلتموها الى بيت الشعب؟؟ – ذهبت مع الريح؟؟ ماذا فعل لكم جبران باسيل؟؟ – استعملكم وقود لحربه الالغائية الباردة وليصبح وزير وليشكل منكم رافعة لصفقات البواخر والتعهدات والاستحواذ على القرارات كافة في الدولة بالابتزاز ولي الذراع؟ ماذا فعل لكم حزب الله، غير استرجاع خطاب المقاومة بين الفينة والاخرى وخسارة شباب في عمر الورود وغسل الدماغ بحجج لادخالنا في محاور عزلت لبنان..
لا احد يعترض على النقد البنّاء من اي شخص.. اما من يقول سرق ونهب، تقدموا باورواق تقطع الشك باليقين..
ففي ازمة انتشار فيروس الكورونا مَن مِن السياسيين تلقف ما سيحصل وبدأ بخطوات مباشرة..
من طابق مستشفى عين وزين الخاص لمرضى الكورونا الى التعقيم الى فرق العمل على الارض الى التفكير بطرق دفن الموتى الى المبادرات الاجتماعية الى الى الى .. ففي الازمات تحتاج الناس الى من يمتلك عقل سديد لادارة ازمة، عقل يشعرك بآمان..
في السياسة، شخصيا اعتقد انه ربما حصل اخطاء في الخيارات، بعضها كان مبررا وبرأي البعض الاخر غير مبرر، انما في اي ازمة لا اشعر سوى ان هناك من يفكر ويأخذ خطوات قبل غيره وهو وليد جنبلاط..
شخصيا، ما قرأته او رأيته بأم العين او سمعته منذ كنت صغيرة عن كل آل جنبلاط، انهم اما مبادرون واما مستمعون لما تحتاجه اي مرحلة صعبة تمر بها الناس، لتلبيته.. لم يتغيّر وليد جنبلاط، ولم يتبدل.. ولا اعتقد انه سيتغير او يتبدل.. ستبقى تلك الاذن تسمع مباشرة او غير مباشرة لما يحتاجه الناس.. وستبقى تلك النظرة الخجولة والحركة السريعة في انهاء حديث من يشكره لباقة ولياقة.. هذه الحركة المترافقة مع ما في مشكل، حمدالله على السلامة، موفق، الخ…
وعليه، الى الجميع الموّزعين على الشكل التالي:
الحاقد التاريخي او المتلون او المستجد، الوصولي، والذي يضع رجل في الفلاحة ورجل في البور، الانتهازي..
اقول لكم: SHUT UP
والى هؤلاء ايضا، التاريخ وحده سينصف وليد جنبلاط، ليس فقط عن ال ٣٠ سنة الماضية، وانما كل السنوات منذ ١٦ اذار ١٩٧٧..