كان الاحتفال بعيد مار مارون في روما مناسبة، رصدت في خلالها “الوكالة الوطنية للاعلام” آراء بعض اللبنانيين في عاصمة الكثلكة بالاوضاع، فكان إجماع على تأييد كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الداعية الى دولة مدنية ودعم الحراك في مطالبته بمكافحة الفساد والمحاصصة.
وفي هذا الاطار، أكد رئيس المعهد الثقافي الايطالي اللبناني موريس سلامه اننا “جميعا كلبنانيين نتفق مع ما جاء في كلمة البطريرك الراعي الذي قال أيضا انه علينا ان ننتمي اولا للوطن وقبل كل شيء، هذا الانتماء هو ضمانة لوحدة لبنان واستقراره”.
بدوره، اعتبر مسؤول دير سان باسيليو للروم الكاثوليك ورئيس جمعية “الناس للناس” الأب عبدو رعد، ما جاء على لسان الراعي عن الحراك المدني في لبنان هو في غاية الأهمية. وقال: “البطريرك يعلق أهمية كبرى على هذا الحراك ويشجعه لمتابعة مسيرة التحرر من الطائفية والمحاصصة والفساد. وقد أعلن ذلك صراحة من خلال قوله أن النظام المدني طرح قديم يعود إلى بداية إعلان دولة لبنان منذ عهد البطريرك الحويك الذي كان يقول أنه يوجد في لبنان طائفة واحدة اسمها لبنان. فلبنان أساسا هو دولة مدنية والانتماء إليه يكون بالمواطنة وليس بالطائفة”.
وعن مشاركة الإكليروس في هذا الحراك ومرافقته حتى في الشارع، قال رعد نقلا عن الراعي أن لا مانع لديه أبدا، لا بل من واجب الإكليروس أن يتبنى هذا الحراك ويقف إلى جانبه في أي تظاهرة للمطالبة بحقوق الناس ولمكافحة الفساد، وللوصول إلى النظام المدني الذي يحترم الأديان كافة ويؤمن كل الحقوق بالعدالة. ونحن منذ زمن بعيد قلنا أن الزواج المدني يجب أن يكون إلزاميا”.
واعتبر أن “عيد مار مارون هذا العام هو مناسبة أولا للصلاة كي يحمي الله وطننا من التعثر والانهيار، ولنجدد المطالبة بالنظام المدني ونشرح أهميته لجميع المواطنين من كل الطوائف، كما أنه مناسبة لدعوة الزعماء والحكام إلى التحلي بصفات مار مارون، فيكونوا شفعاء وآباء، ويضحوا بما لديهم حتى بأنفسهم من أجل شعوبهم، بدلا من التسلط والظلم والإفساد، فيحققون بذلك رغبة السيد المسيح والكتب المقدسة في الخدمة والتواضع ويستحقون بعد ذلك الملكوت، لأنه ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.
وأعلن الناشط حسن أبو حرفوش انه يتفق مع الراعي في كلمته، “فهو دعا الى الوفاق والحفاظ على السلم الاهلي، فنحن معه عقلا وقلبا، نتفق معه ويتفق معه الجميع هنا على فصل الدين عن الدولة كي يكون لبنان دولة مدنية، الانتماء للوطن قبل كل شيء. دولة تعبر عن طموح اللبنانيين أينما وجدوا بعيدا من التحريض الطائفي”.
وشدد على أن “اللبنانيين في الأغتراب سوف لن يتركوا وطنهم ينزف، لكن على الحكومة أن تقوم بخطوات لإعادة ثقة المواطن بدولته عندها ستجد الدعم الكامل لها”، معتبرا أن عيد مار مارون هو عيد وطني لجميع اللبنانيين.