قبل ساعات من إعلان خطة السلام الأميركية المرتقبة، يقبع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان داخل أزقتهم البائسة، منتظرين مصيرهم الذي جرى بحثه وإقراره في أكبر عواصم القرار.
وطالما شكل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ملفا خلافيا، انقسم اللبنانيون حوله بين من يدعم قضيتهم ومن يستخدمها فزاعة تحت عنوان التوطين.
وتثير مسألة التوطين في لبنان حساسية، حيث يمكن أن تؤدي إلى خلل في التوازنات الطائفية حسب آراء اللبنانيين.
ومن فزاعة إلى عنوان واضح، طرحت خطة السلام المرتقبة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول لجوئهم، فكان الطرح بوابة لرفض لبناني رسمي للخطة وبنودها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعلن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تأجلت طويلا الثلاثاء وعبر عن اعتقاده بأن الفلسطينيين سيوافقون عليها في نهاية الأمر رغم رفضهم الراهن.
ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
واعتبر رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة، أن الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب “مرفوضة بالكامل، باعتبارها بالدرجة الأولى إنهاء للقضية الفلسطينية”، مشيرا إلى مخاوف من “مشروع توطين الفلسطينيين، وهو أحد العناوين الأساسية للخطة”.
وتابع في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”: “أتصور أن الموقف دائما رفض لهذه الخطة، والعمل على مواجهة التحديات التي سيفرضها هذا المشروع على لبنان”.
وتشير المعلومات الى أن عدد اللاجئين المسجلين في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لوزارة الداخلية اللبنانية يقارب النصف مليون، في حين أن التقديرات تشير الى أن العدد الحالي لا يتجاوز 225 ألفا، بحسب إحصاءات لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني.
ويعيد المطلعون على الملف أسباب التراجع في الأرقام إلى عاملي الهجرة والتجنيس، محذرين من أن بنود صفقة القرن ستدفع بالمزيد من الفلسطينيين الى لجوء جديد، ويتفق معهم صقر أبو فخر، الباحث المتخصص بالشأن الفلسطيني الذي تحدث إلى “سكاي نيوز عربية”.
وتساءل أبو فخر: “لماذا يبقى الفلسطيني في لبنان؟ حقوقه مهدورة وحاله بائس في المخيمات. ما يحدث توطين حقيقي لكن في دولة ثالثة. الهجرة هي توطين للفلسطينيين في الخارج لا في لبنان. الحكومات اللبنانية المتعاقبة كانت تسهل هذه الأمور على الأقل لم تكن تحسن العيش اليومي للفلسطينيين في لبنان بهدف دفعهم للهجرة”.