تشير تقارير علمية إلى أنه ربما تم العثور على أصل فيروس كورونا المستجدّ، الذي راح ضحيته حتى الآن أكثر من 20 شخصاً في الصين. باحثون صينيون حددوا نوعين من الحيوانات التي يمكن عن طريقها انتشار هذا الفيروس المعدي للغاية إلى البشر. وذكر موقع “إن تي في” الألماني أنه بعد القيام باختبارات، تم تحديد نوعين من الثعابين المسؤولة عن ذلك: ثعبان الكوبرا الصيني وثعبان “كرايت” الصيني. وأضاف الموقع أن هذين النوعين من الثعابين من أكثر الثعابين السامة انتشاراً في الصين، وكلا النوعين موطنهما جنوب شرق الصين
وقام باحثون من جامعة “وي جي” في بكين بدراسة نشرت نتائجها في مجلة “علم الفيروسات الطبية” قارنت المادة الوراثية من خمس عينات لفيروس كورونا المستجدّ بـ217 فيروساً مشابهاً أخذوه من عدد كبير من أنواع حيوانية مختلفة. التحليلات الوراثية أظهرت أن الثعابين هي أكثر الأنواع الحاملة لمثل هذا الفيروس المستجدّ. ومن وجهة نظر وراثية، فقط الثعابين هي الوحيدة التي يمكن أن ينتقل منها الفيروس إلى البشر، حسب ما جاء في الموقع الألماني. كما يدعم باحثو جامعة “وي جي” الفرضية القائلة إن فيروس كورونا المستجدّ قد نشأ من حيوان يباع في سوق بمدينة ووهان، التي شهدت أول انتشار لهذا الوباء، خاصة وأن هذه الثعابين من بين الحيوانات التي كانت معروضة للبيع في ذلك السوق.
ومع ذلك، يجب التحقق من هذه النتيجة من خلال مزيد من الدراسات التجريبية، كما أوضح الباحثون من جامعة “وي جي”. وكانت دراسة مشابهة ظهرت يوم الثلاثاء (21 يناير/ كانون الثاني 2020) في المجلة العلمية “Science China Life Sciences” بحثت أوجه التشابه بين فيروس كورونا المستجدّ وفيروس مسبب لأمراض أخرى. ووفقاً لهذه الدراسة، توصل الباحثون إلى أن هناك علاقة بين فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان وفيروس تم العثور عليه عند الخفافيش. الدراستان يمكنهما مساعدة السلطات الصينية في العثور على أصل فيروس كورونا المستجدّ، وحسم من هو الجاني الحقيقي، الثعابين أم الخفافيش.
هذا واتخذت الصين تدابير قصوى لمكافحة فيروس كورونا، الذي بدأ بالانتشار في العالم، حيث فرضت حجراً صحياً على مدينة ووهان، مصدر الوباء، بأكملها، بالإضافة إلى مدينتين مجاورتين، اعتباراً من يوم أول أمس الخميس. ووصل المرض وهو من سلالة فيروس “سارس” (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة) إلى دول آسيوية عدة وحتى الولايات المتحدة، حيث تمّ تسجيل بعض الإصابات. والوباء هو نوع جديد من فيروس كورونا وهي سلالة تضم عدداً كبيراً من الفيروسات التي قد تؤدي إلى أمراض على غرار الزكام. ولا تعلن منظمة الصحة حالة الطوارئ العالمية إلا في حالات وبائية نادرة تتطلب استجابة دولية حازمة، مثل إنفلونزا الخنازير “إتش 1 إن 1” عام 2009 وفيروس “زيكا” عام 2016، وإيبولا الذي اجتاح قسماً من غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديموقراطية عام 2018.