التغيير. وهنا أصل المشكلة.
المسألة هنا لا تتعلق بمن كانوا في المسيرة، ولا بما يجري من أحداث باسم انتفاضة الشعب المقهور. ولا حتى في أهليّة القوى المنتفضة على تقديم بديل مقنع للناس، وهي، بغالبيتها، ليست مؤهلة لذلك. والمسألة هنا لا تتعلق حصراً بالكرامة الفردية أو الشخصية، ولا بالحريات التي تحتاج الى منظومة متكاملة حتى تصير حقيقة.
لن ينتظر أحد بيانات أو إدانات أو تعاطفاً من هذا أو ذاك. ولن ينتظر أحد نتائج من قوى الأمن أو القضاء أو الجيش أو مخفر الحي. ولن تخرج غداً الجماهير معلنة المعركة الفاصلة في الشوارع والأزقة. لكن ما يجب الالتفات إليه، هو ببساطة، القيمة الأخلاقية عند البشر.
لطالما كان نبيه بري الأشطر بين السياسيين. لكن، يبدو أن شيئاً ما يحصل من حوله. شيء يصعب عليه الإقرار به. قد تكون كلفة إصلاحه كبيرة جداً عليه شخصياً وعلى فريق عمله. لكنه سيكون مضطراً، غصباً لا طوعاً، الى أن يختار بين المكابرة والذهاب نحو الفوضى المجنونة، وبين العودة قليلاً الى الخلف، ودرس استراتيجية الخروج من هذا المأزق، وعلى قاعدة: لو دامت لغيرك لما اتّصلت إليك!