أحيا “حزب الله” وعائلة “الشهيد أحمد ربيع نبيه الحاج (نوح) الذكرى الثالثة لاستشهاده”، في قاعة مجمع المصطفى في الجية، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي، رئيس بلدية الجية بالتكليف وسام الحاج، مخاتير الجية ابراهيم محمد الحاج وابراهيم موسى الحاج وألبير حاتم، مسؤول “حزب الله” في الجبل بلال داغر، ممثل رئيس دير مار شربل في الجية الأب ميشال الخوري وأعضاء من المجلس البلدي ومشايخ وأهل الشهيد.
وتحدث قماطي عن مسيرة الحاج، وقال: “في هذه المسيرة الكثير من التضحيات والعطاءات على مستوى لبنان والمنطقة، لأننا نعيش عالما جديدا، تحصل فيه معادلات جديدة. نعيش عصرا جديدا ومرحلة انقلابية، إذ انقلب الوضع في المنطقة والعالم ووطننا من حال كان العالم يتغطرس فيها وكان الظلم والجبروت يسيطران على العالم، إلى حال بدأت معها الأمة ترفض وتتمسك بأصالتها وبعيشها الواحد والمشترك. نصف قرن ونحن نقدم الشهداء ونحول الهزيمة الى انتصار، وأصبحت الأمة هي المنتصرة، وأصبحنا نطالب بحقنا. نحن حركة شعوب وحركة أمة وحركة مقاومة بوجه طواغيت عالمية ودولية ومحلية”.
وشدد على “التمسك بخيار المقاومة والوطنية والقومية وحفظ الأديان والعيش الواحد والعيش المشترك الذي قام عليه هذا الشرق وبني عليه”، مؤكدا “عدم السماح للغرب وأميركا بأن يدمروا هذا النور ويحولوه الى ظلام. الرسالات والأنبياء من هنا في شرقنا، فنور الإيمان انطلق من هنا من شرقنا”.
أضاف: “مشكلتنا مع من يريد أن يسرق ثرواتنا ويكسر إرادتنا ويمزق عيشنا وتعاوننا. لبنان نموذج للوجه الذي يقدمه للعالم، لبنان العيش الواحد والحضور المسيحي والنموذج للمسيحيين في الشرق الاوسط، بفعل حماية الجيش والمقاومة والشعب. بقوة الجيش والمقاومة والشعب استطعنا أن نحمي لبنان بمختلف طوائفه ومذاهبه، وبهذا نستطيع أن نحمي وطننا ومسيحيي الشرق وليس فقط مسيحيي لبنان. المقاومة هي خط أمان وصمام أمان للبنان الى جانب الجيش والشعب”.
ورأى أن “اغتيال سليماني غباء أميركي من عقول رعاة البقر، والوحشية واستخدام العنف هو عقل داعشي مدوه بالسلاح”.
ولفت إلى أن “لبنان ليس خارج التطورات والانعكاسات بسبب موقعه بالقرب من فلسطين وسوريا”. وقال: “أردنا ان يكون لبنان بمنأى عن النيران المشتعلة في المنطقة، ولأجل ذلك دفعنا ثمنا غاليا من الدم لحماية الأديان والكنائس والمساجد والطوائف الإسلامية والمسيحية، ونشدد على أهمية حفاظنا على الاستقرار في لبنان بوجه اسرائيل وداعش”.
أضاف: “هناك عدوان اقتصادي على لبنان، وسياسة الإرهاب في المصارف وفي الوضع الاقتصادي والتحويلات المالية من الخارج الى لبنان تهدف الى خنق لبنان. الى ماذا ترمي هذه السياسة؟ حوصرت الحكومة السابقة ومورس الضغط عليها، واستقال رئيسها بغير رغبة منه، وأردنا تشكيل حكومة جديدة. أردنا ان تكون الحكومة جامعة لكل الجهات السياسية والحراك الشعبي، فنسأل من يريد لهذه الحكومة ان لا تتشكل ولماذا هذه النيران التي تشتعل في الشوارع؟ هذا الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة لا يجوز ابدا، هذا الشغب لمصلحة من؟ ندعو ونعمل لكي تتشكل الحكومة كما ارادوها ببعض المواصفات. المهم عندنا وجع الناس الذي لم يعد يحتمل”.
وشدد على أن “كل تأخير وإعاقة في تشكيل الحكومة هو اعتداء على الشعب، لأن بدء الحل الموقت هو ان تتشكل هذه الحكومة بالمواصفات التي تم التوافق عليها. نعمل على تذليل العقبات، والكل يتهم حزب الله بأنه هو من يسهل الحكومة ومن يعيق تشكيلها. نريد تشكيل الحكومة والمشاركة فيها وفي اطلاقها، لأن مصلحة الشعب تقتضي ذلك، فنعمل على تذليل العقبات بين الحلفاء قبل غيرهم، ولا يجوز لأحد بعد ان وصلنا الى خواتيم الحكومة، أن يبقى يعيش في برجه العاجي، ويطالب ببعض المطالب الضيقة، بينما الناس تصرخ جوعا وفقرا. الناس لم تعد تحتمل، لذلك انزلوا من برجكم العاجي لأنه سيتعرض للخطر”.
وختم: “في حال تشكيل الحكومة هناك جهات سياسية ربما تصعد اكثر وتقطع الطرقات، لذلك ندعو الى تغليب المصلحة الوطنية في كل هذا المسار. لبنان لم يعد يحتمل، وكما حمينا لبنان في الفترة الماضية من حرائق الخارج، نحن في حاجة الى حكومة انقاذ وخلاص وطني وحكومة تعمل ليل نهار لإنقاذ لبنان”.