ثلاث ملفاتِ هدرٍ وفسادٍ حَملها وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غسان عطالله الى وزير العدل البرت سرحان من خلال كتابٍ طَلَبَ إحالته الى النيابة العامة التمييزية وهيئة القضايا في وزارة العدل
الملف الأول في الكتاب الذي تسلَّمه القاضي غسان عويدات وأحاله الى المحامي العام التمييزي غسان الخوري لمباشرة التحقيق فيه، “هو الأكثر فسادًا”، على حدِّ قولِ الوزير عطالله في حديثهِ الى “ليبانون ديبايت”، وعنوانه العريض “الإخلاءات”، إذ تبيَّنَ بعد دراسةِ عددٍ من الملفاتِ والمستنداتِ وجود مخالفاتٍ ادارية، وهدرٍ للمال العام، وفسادٍ موصوفٍ مُرتَكَب في مرحلة سابقةٍ من عمل الوزارة وصندوق المهجرين
عطالله يوضح، أنّ “المخالفات حصلت في الإخلاءات التي طاولت الأملاك العامة، حيث دُفِعَت التعويضات لأشخاصٍ احتلّوا مستشفى بعبدا الحكومي، وذلك خلافًا للتعميم الصادر عام 1991 عن الرئيس عمر كرامي، الذي يستثني هؤلاء من تقاضي الأموال”. واضعًا ما حصل في إطار “هدر المال العام في مخالفةٍ صريحةٍ استفادت منها 130 عائلة من منطقة واحدة
ويعتبر، أنّ “دفعَ التعويضات بشكلٍ مخالفٍ للتعميم يصبّ في خانة الرشوى الإنتخابية على اعتبار أنّها وُزِّعَت قبل انتخابات عام 1998
الملف الثاني، يرتبط بمخالفاتٍ خرقت أصول تقديم طلباتِ التعويض، إذ ينبغي على حامل الطلب الى وزارة المهجرين إحضار صحيفة عقارية، خارطة جوية للموقع، ورقة محتويات من البلدية، إفادة مختار، إخراج قيد عائلي وفردي، وغيرها من المستندات، وهذا ما لم يحصَل في حالاتٍ كثيرةٍ، وبأعدادٍ هائلة قبضت الأموال من دون أن تقدِّمَ أيّ مسوّغٍ قانونيٍّ. وفق ما يؤكد الوزير عطالله، الذي يشير، الى أنّ الهدرَ في هذا الملف فاقَ عشرات الملايين، في “عهدِ وزيرَيْن” والتواقيع موجودة وقد ضُمًّت الى الكتاب
أما “موضوع” الملف الثالث الذي يحمله الوزير عطالله، فهو “تحرير التعويضات” بشكلٍ مخالفٍ لأصول الدفع، إذ حصلَ عليها أشخاص لشراءِ منازلٍ في مناطقٍ أخرى، بينما أساس عمل وزارتنا يرتكز على إعادة كلّ مهجّر منذ عام 1975 الى المكان الذي هُجِّر منه ووضعِ التشريعات التي تكفَل حقّه مع تأمين وسائل اعادة الإعمار، بينما من قامَ بهذا التصرّف إنّما ساهمَ في تهجير الناس من جديد، وحوَّلَ وزارةالمهجرين الى مؤسسةعامةللإسكان