شكلت إطلالة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عبر قناة الجديد علامة فارقة من حيث المضمون، خصوصاً وأن إسمه كان الأكثر تداولاً منذ بدء شرارة الحراك الشعبي، ولعل إطلالة باسيل عبر قناة الجديد تحديداً تعتبر رسالة بحد ذاتها خصوصا وان القناة تعتبر المنبر الإعلامية لـ”ثورة” 17 تشرين.
وعلى صعيد المواقف حملت مواقف باسيل جملة من المعطيات التي تعتبر بمثابة خارطة طريق للمرحلة القادمة بظل الإتهامات التي توجه لباسيل بأنه هو من يقوم بتأليف حكومة حسان دياب، لكن العناوين التي تناولها عكست واقعية سياسية قل نظيرها، ولا يتمتع بها عدد كبير من السياسيين.
يتحدث في هذه الاثناء وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في مقابلة عبر قناة الجديد تحت عنوان “حساب جبران”، واليكم ابرز المواقف:
واللافت أن باسيل أعلن صراحة أن لديه أعداء كثر في لبنان والخارج، كما أكد أننا في بلد مجبور بالتفاهمات ولا يمكن ان تحكم الاكثرية
وأبرز ما ورد على لسان باسيل إعلانه أن المعادلة المستحيلة هي أن نصلح البلد مع من كان شريكاً في الفساد، وإشارته الى أن “امل” و”القوات” و”الاشتراكي” والرئيس ميقاتي عرقلوا اصلاح قطاع الكهرباء.
وتجلت واقعية باسيل بإعلانه أن النظام الحالي في لبنان “مش ماشي حاله” ولا أحد لديه جواب واحد، مشيراً الى أن خيارات مالية وسياسية خاطئة أوصلتنا الى ما نحن عليه، ولافتا الى أن المشروع الحالي هو أن تتمكن الحكومة من منع الإنهيار، كما نفى مطالبته بالثلث الضامن في الحكومة.
كما برز موقف باسيل حول التوظيفات حيث لفت أنه في بعض الأحيان تكون مبرّرة ولها حاجتها، أما التوظيفات في الإتصالات، لكنها حصلت بناءً على طلب شركات الإتصالات.
كما شدد باسيل على استقلالية القضاء ليكون فاعلاً وسريعًا أكثر ليتمكّن من المحاسبة، مؤكداً أننا لن نكون جزءا من اي فشل وعنوان المرحلة المقبلة هو كيف نؤمن سياسات مالية تصحيحة لمعالجة الوضعين الاقتصادي والمالي؟
اقتصادياً أشار الى أن “الفوائد يجب أن تنخفض بشكل دراماتيكي ويجب أن تنخفض خدمة الدين العام وتعود الحركة الإقتصادية، مشيراً أنه لدينا اعتراض على سياسات رياض سلامة السابقة والحكومة الجديدة ان تضع السياسة المالية وفق قانون النقد والتسليف وعليه ان يطبقها.
ومن مواقف باسيل البارزة إعلانه في موضوع الرئاسة أنه لم يفاتح أحدًا في هذا الموضوع، ومن المعيب أصلاً أن أطرحه بوجود الرئيس عون، الى جانب اعلانه عن رغبته بالعلاقات جيدة مع سوريا ولا ضرورة لاستهداف المصالح الاميركية في لبنان، مؤكداً أن لدى “حزب الله” ما يكفي من الحكمة لتجنيب لبنان أي حرب”.